جسر: متابعات:
بدا الإعلام السوري في دمشق كمن يدفن رأسه في الرمال في تجاهله للحدث السوداني الذي كان أمس أبرز حدث عربي ودولي في الإعلام، إذ شكل التوقيع على الوثيقة الدستورية للمرحلة بداية مرحلة جديدة للسودان، ونموذجاً ناجحاً للاحتجاج السلمي والتغيير.
فقد غاب السودان عن الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء السورية (سانا)، وبالتالي عن نشرات الأخبار في القنوات التلفزيونية، كما غاب عن الصفحات الأولى للصحف الصادرة في العاصمة دمشق، الرسمية والخاصة؛ «تشرين» الرسمية و«الوطن» الخاصة القريبة من النظام؛ وذلك على الضد من الاهتمام المبالغ فيه بالسودان، عندما قام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير في آخر زيارة خارجية له إلى سوريا منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2018 إلى دمشق، التي كانت أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد عام 2011. إلا أن هذه الزيارة التي أثارت اهتمام الإعلام العربي والدولي والمحلي والتي استمرت بضعة ساعات، كانت وبالاً على نظام البشير، فما أن عاد إلى الخرطوم حتى اندلعت الاحتجاجات الشعبية ضده، وأقصي عن الحكم.
وبتوقيع المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى الحرية والتغيير في العاصمة السودانية الخرطوم على الوثيقة الدستورية للمرحلة الانتقالية بحضور رؤساء دول ووفود رسمية عربية ودولية، تكون السودان قد قدمت نموذجاً عربياً ناجحاً لأحداث التغيير، فقد سرق الحدث التاريخي السوداني اهتمام الإعلامي الدولي، ما عدا الإعلام الرسمي السوري، الذي حاول الهروب مما يحصل في السودان وفتح صفحاته الأولى لأخبار النشاط الدبلوماسي الإيراني وزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الكويت والتصريحات الإيرانية حول الوضع في الخليج والناقلة غريس، وأيضاً التصريحات الروسية فيما يخص سوريا وحول الوضع في إدلب وشمال سوريا، وأخبار حزب الله وحركة أمل في لبنان، ودولياً وجود خبر حول مطالبة الصين للاتحاد الأوروبي باحترام العلاقات بينهما.
أما ما يحصل في السودان، فتم تجاهله بشكل شبه تام، فصحيفة «تشرين» وذراً للرماد في العيون نشرت خبراً من 60 كلمة في صفحة الشؤون العربية، تحاشت فيه ذكر تعبير (الوثيقة الدستورية)، وقالت إنه تم التوقيع على «وثائق» المرحلة الانتقالية في السودان، نقلاً عن وكالة الأنباء السودانية (سونا). وغاب الخبر تماماً عن موقع صحيفة «الثورة» السورية، التي لم تعد بعد نسختها الورقية للصدور من إجازة عيد الأضحى. أما صحيفة «الوطن» الخاصة والمقربة من النظام، حاولت المواءمة بين التزامها بسياسة النظام المتجاهلة للحدث السوداني وبين مهنيتها كصحيفة محلية خاصة، وقامت بنشر تقرير مقتضب بأسفل إحدى الصفحات الداخلية نقلاً عن قناة «روسيا اليوم» ووكالة الصحافة الفرنسية، دون أي إشارة للحدث على الصفحة الأولى التي اهتمت بمتابعة أخبار ناقلة النفط غريس والموقف الأميركي ورد الفعل الإيراني كخبر ثان بعد الخبر السوري. جريدة «البعث» الناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، ما زالت طبعتها الورقية وموقعها الإلكتروني في إجازة عيد الأضحى منذ 11 أغسطس (آب) الجاري، حيث ما زال «المانشيت» الأبرز على الموقع، تبريكات العيد، مع عناوين افتتاحيتها السابقة «محاضر الجلسة السابقة» و«النهوض القومي يسقط الربيع الصهيوني».
فقد غاب السودان عن الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء السورية (سانا)، وبالتالي عن نشرات الأخبار في القنوات التلفزيونية، كما غاب عن الصفحات الأولى للصحف الصادرة في العاصمة دمشق، الرسمية والخاصة؛ «تشرين» الرسمية و«الوطن» الخاصة القريبة من النظام؛ وذلك على الضد من الاهتمام المبالغ فيه بالسودان، عندما قام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير في آخر زيارة خارجية له إلى سوريا منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2018 إلى دمشق، التي كانت أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد عام 2011. إلا أن هذه الزيارة التي أثارت اهتمام الإعلام العربي والدولي والمحلي والتي استمرت بضعة ساعات، كانت وبالاً على نظام البشير، فما أن عاد إلى الخرطوم حتى اندلعت الاحتجاجات الشعبية ضده، وأقصي عن الحكم.
وبتوقيع المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى الحرية والتغيير في العاصمة السودانية الخرطوم على الوثيقة الدستورية للمرحلة الانتقالية بحضور رؤساء دول ووفود رسمية عربية ودولية، تكون السودان قد قدمت نموذجاً عربياً ناجحاً لأحداث التغيير، فقد سرق الحدث التاريخي السوداني اهتمام الإعلامي الدولي، ما عدا الإعلام الرسمي السوري، الذي حاول الهروب مما يحصل في السودان وفتح صفحاته الأولى لأخبار النشاط الدبلوماسي الإيراني وزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الكويت والتصريحات الإيرانية حول الوضع في الخليج والناقلة غريس، وأيضاً التصريحات الروسية فيما يخص سوريا وحول الوضع في إدلب وشمال سوريا، وأخبار حزب الله وحركة أمل في لبنان، ودولياً وجود خبر حول مطالبة الصين للاتحاد الأوروبي باحترام العلاقات بينهما.
أما ما يحصل في السودان، فتم تجاهله بشكل شبه تام، فصحيفة «تشرين» وذراً للرماد في العيون نشرت خبراً من 60 كلمة في صفحة الشؤون العربية، تحاشت فيه ذكر تعبير (الوثيقة الدستورية)، وقالت إنه تم التوقيع على «وثائق» المرحلة الانتقالية في السودان، نقلاً عن وكالة الأنباء السودانية (سونا). وغاب الخبر تماماً عن موقع صحيفة «الثورة» السورية، التي لم تعد بعد نسختها الورقية للصدور من إجازة عيد الأضحى. أما صحيفة «الوطن» الخاصة والمقربة من النظام، حاولت المواءمة بين التزامها بسياسة النظام المتجاهلة للحدث السوداني وبين مهنيتها كصحيفة محلية خاصة، وقامت بنشر تقرير مقتضب بأسفل إحدى الصفحات الداخلية نقلاً عن قناة «روسيا اليوم» ووكالة الصحافة الفرنسية، دون أي إشارة للحدث على الصفحة الأولى التي اهتمت بمتابعة أخبار ناقلة النفط غريس والموقف الأميركي ورد الفعل الإيراني كخبر ثان بعد الخبر السوري. جريدة «البعث» الناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، ما زالت طبعتها الورقية وموقعها الإلكتروني في إجازة عيد الأضحى منذ 11 أغسطس (آب) الجاري، حيث ما زال «المانشيت» الأبرز على الموقع، تبريكات العيد، مع عناوين افتتاحيتها السابقة «محاضر الجلسة السابقة» و«النهوض القومي يسقط الربيع الصهيوني».
الشرق الأوسط ١٩ آب/ اغسطس ٢٠١٩