جسر: رصد:
بث التلفزيون الروسي، اليوم الأحد، مقابلة مع المرتزقة الروس المفرج عنهم في بيلاروسيا وتضمنت تفاصيل رحلتهم التي تم توقيفهم خلالها للاشتباه بانتمائهم لشركة “فاغنر” العسكرية الخاصة، وتدبيرهم لأعمال الشغب عشية انتخابات الرئاسة البيلاروسية.
وأوضح أحد المفرج عنهم، في المقابلة التي أُجريت بعد عودتهم إلى روسيا، أنه تلقى عرضاً للعمل في مجال حراسة المنشآت النفطية في سورية وليبيا وغيرهما من الدول.
وذكر، مغطياً وجهه بكمامة طبية، أنه كان يتم التواصل معه من رقم هاتفي سوري أو عبر تطبيقات التراسل، وكانت الخبرة القتالية من بين شروط الالتحاق بالوظيفة، كما وُجهت إليه أسئلة حول ما إذا سبق له القتال في سورية ومنطقة دونباس شرقي أوكرانيا، إلا أن المرتزقة الروس فوجئوا فيما بعد بإبلاغهم بمقتل منسقهم سيرغي وتعيين منسق آخر يدعى أرتور خلفاً له، كما تم تحويل وجهتهم إلى فنزويلا لتولي حراسة منشآت أكبر شركة نفط روسية “روس نفط”، وفق روايتهم.
ولما كانت حركة الطيران الدولي من روسيا متوقفة في ذلك الوقت بسبب جائحة كورونا، تقرر أن يتوجه المرتزقة الروس إلى وجهتهم النهائية كاراكاس من مينسك مع محطتي ترانزيت في إسطنبول وهافانا.
وأثناء وجودهم في بيلاروسيا في نهاية يوليو/تموز الماضي، أخطرتهم منسقتهم للشؤون اللوجستية بتأجيل تاريخ السفر لبضعة أيام لإيجاد رحلة لا تقتضي انتظاراً طويلاً في منطقة الترانزيت في مطار إسطنبول، مقترحة عليهم التوجه إلى إحدى المصحات البيلاروسية للاستجمام، حيث أوقفتهم الشرطة البيلاروسية.
وكانت النيابة الروسية قد أعلنت، أول من أمس الجمعة، عن الإفراج عن 32 من أصل 33 مواطناً روسياً معتقلاً في بيلاروسيا وإعادتهم إلى روسيا، باستثناء فرد واحد يحمل الجنسية البيلاروسية إلى جانب الروسية.
وأدى الإفراج عن عناصر “فاغنر”، على ما يبدو، إلى انفراجة سريعة في العلاقات بين موسكو ومينسك، إذ أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أمس السبت، أنه تلقى تطمينات من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “في أول طلب منا، سيتم تقديم دعم شامل لضمان أمن جمهورية بيلاروسيا”، وذلك بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية، التي أسفرت عن فوز لوكاشينكو بالولاية السادسة بأغلبية نحو 80 في المائة من الأصوات.