جسر: متابعات:
رغم افتتاحه بشكل رسمي منذ أكثر من شهر، لم يشهد معبر البوكمال/القائم، الذي يربط ما بين الغرب العراقي والشرق السوري، حركة ملحوظة. ويبدو أن افتتاحه جاء لأغراض سياسية وعسكرية خاصة بحركة النقل الايرانية المرتبطة بالصراع في سوريا، بحسب مراسل “المدن” عبدالكريم الرجا.
وكان الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، في كلمته الأخيرة، قد قال إن “الأميركيين يعرفون جيداً أن إعادة فتح معبر البوكمال سيحيي اقتصادي سوريا ولبنان”، مصراً على أهميته الاقتصادية لتسويق المنتجات اللبنانية والسورية والعراقية، في ما يشبه تكاملاً اقتصادياً اقليمياً لدول محور “المقاومة”.
مصادر “المدن” كشفت عن عبور 10 شاحنات فقط، خلال شهر من افتتاح المعبر، قادمة من الطرف العراقي. ولم تتمكن مصادر “المدن” من معرف حمولة تلك الشاحنات، وما إذا كانت من طبيعة تجارية بحتة أو معدات عسكرية.
وعلى الرغم من إلغاء ما كان يعرف ببطاقات الدخول التي كانت تفرض على السيارات السورية الداخلة للعراق قبيل العام 2011، إلا أن ذلك لم يُشجّع التجار السوريين على تصدير بضائعهم من خلال هذا المعبر.
وأكد مسؤولون في محافظة الأنبار العراقية أن المعبر لم يشهد أي نشاط تجاري. مصادر “المدن” أشارت إلى اتخاذه كمعبر بري لتنقل المليشيات الإيرانية، وأبرزها “حركة النجباء” و”سيد الشهداء” و”كتائب حزب الله” و”حركة أنصار الله الأوفياء”. إذ أن العقوبات المفروضة على إيران، أجبرتها على نقل عناصرها براً لخفض التكاليف، بعدما كانت تعتمد على نقلهم جواً إلى مطار دمشق. كما يشهد المعبر حركة تنقلات للحجاج الايرانيين، الذين يزورون العتبات الدينية الشيعية في سوريا.
مصدر في الجمارك السورية كان قد تحدث عن رفد المعبر مؤخراً بنحو 148 عنصراً، معظمهم من الخفراء ورؤساء المفارز، تم نقلهم ضمن جدول تنقلات استثنائي لدعم العمل الجمركي، متوقعاً تحسن حركة المرور ونقل البضائع والمواد.
إلا أن مصادر “المدن” أشارت إلى أن “لواء الطفوف” التابع لـ”العتبة الحسينية” في كربلاء، يسيطر على الجانب السوري من المعبر. والعتبة في كربلاء هي “مؤسسة” تعني بأمور الحج إلى العتبات المقدسة، وتتولى عمليات نشر المذهب الشيعي في سوريا والعراق.
ومثّل معبر البوكمال/القائم شرياناً تجارياً رئيسياً بين سوريا والعراق، قبل العام 2011، بفضل اتفاقيات بين البلدين على المستوى الاقتصادي، وقدّم مزايا وتسهيلات يسّرت تدفق البضائع والسلع.
ووقع معبر البوكمال/القائم تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” ما بين 2014-2017، قبل أن تتمكن القوات العراقية بالتعاون مع التحالف الدولي من تحريره من الجهة العراقية، فيما تمكنت ميلشيات تابعة لـ”الحرس الثوري” الايراني من السيطرة عليه من الجانب السوري.
المصدر: موقع المدن/ ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٩