جسر: مراسل الرقة:
عملية نوعية، اعتقد كل من شاهدها أنها تستهدف البغدادي، هذا ما قاله شاهد عيان لعملية الانزال الجوي التي نفذتها مروحية امريكية فجر يوم الجمعة فوق منزل الناشط عبدالله الجاسم (الصورة المرفقة) من مواليد 1992،بهدف اعتقاله.
وأفاد مراسل “جسر” من الرقة، أنه بين الساعة الثانية والثالثة من فجر يوم الجمعة، حلقت طائرة مروحية امريكية في سماء المدينة لمدة قاربت الساعتين، بعد ذلك طوق عدد من الجنود شارع سيف الدولة شرقي مركز مدينة الرقة بجانب فرن عيوره، وكل المداخل المؤدية اليه، ثم قامت المروحية بالانخفاض وانزال عدد من الجنود بواسطة الحبال فوق منزل عائلة الجاسم، وبعد زمن قصير خرجوا ومعهم الشاب عبدالله الجاسم ورأسه مغطى بكيس اسود، ويداه مكبلتان، ليتم وضعه في سيارة همر ومدرعة ويتم اقتياده إلى مكان مجهول.
وبحسب شهادة أحد الجيران فإن الشاب الجاسم (26سنة) لم يعمل مع اي فصيل عسكري، ومعروف بأنه مسالم ولا يتدخل في العمل السياسي أو شؤون الاخرين، مستغربين اعتقاله وبتلك الطريق “الجهنمية” على حد وصفهم.
وقد افاد خبير عسكري لجسر، بأن العملية استخباراتية عسكرية، ويرجح أن الطائرة الحوامة حددت بواسطة اجهزة الاسترشاد اللاسلكي مكان الشخص المطلوب عبر اشارات هاتفية أو الكترونية ما، ثم نفذت عملية انزال لجنود الكوماندوس، هو اسلوب معروف ومتبع لدى القوات الخاصة الاميركية.
وبحسب مراسل “جسر” في الرقة فإنها ليست العملية الاولى من نوعيها للاعتقال بطريقة الانزالالجوي، فقد سبق للقوات الامريكية أن نفذت في بداية السنة الماضية 2018 أول عمليه لها من هذا النوع، لاعتقال عنصر متهم بالانتماء لتنظيم داعش وقد تم قتله في منزله، واخر عملية جرت في حي المشلب شرقي مركز المدينة لاعتقال شاب بتهمة تهريب عناصر من داعش إلى داخل المدينة.
يشار بأن ناشطوا الرقة احصوا لغاية اليوم نحو 10 عمليات مشابهة في انحاء مختلفة من الرقة وريفها، ولا يعرف مصير المعتقلين ولا المكان الذي يتم نقلهم إليه.
ويذكر أن أغلب الوجود العسكري الأميركي بسوريا في يقع في المنطقة الممتدة من “المبروكة” شمال غرب الحسكة إلى “التايهة” جنوب شرق منبج، ويعتقد أن منبج تمثل منطقة تمركز آخر قوة أميركية نشرت بسوريا في مارس/آذار 2017، وقوامها 400 من قوات النخبة ومدفعية البحرية مزودة ببطاريات مدافع متطورة من طراز “M777 Howaitzer”، يبلغ مداها 50 كلم، وفقاً لما كشفت صحيفة واشنطن بوست، دون تحديد عدد البطاريات المنشورة. ونقلت وكالة الإعلام الروسية في 1 مارس/آذار 2018 عن مسؤول في مجلس الأمن الروسي قوله إن الولايات المتحدة أقامت نحو عشرين قاعدة عسكرية في سوريا على أراض خاضعة لسيطرة الأكراد. وكان الرئيس الامريكي ترامب تحدث مؤخراً عن انسحاب للقوات الامريكية المتواجدة فوق الاراضي السورية، ثم عاد وعدّل تصريحاته موضحاً ان الانسحاب سيتم بشكل تدريجي وبطيء.