جسر : خاص
ساعات من الهدوء النسبي عقب وقف كامل للغارات الجوية على مدن وبلدات الشمال السوري، كانت كفيلة بأن يفكر النازحون بعودة قريبة لمنازلهم التي تركوها في ظل الحملة العسكرية على المنطقة.
صحيفة “جسر” استطلعت آراء المدنيين في مدن وبلدات وقرى في شمال غرب سوريا، للوقوف على حالهم، وهل يفكرون بالعودة إلى منازلهم.
“مازن العيسى” وهو نازح عاد حديثاً إلى مدينة “كفرنبل” جنوب إدلب يرى أن وقف النار هو “حلم” ربما تحقق مع شكوكه الدائمة بأن النظام وحليفه الروسي لن يلتزما بالهدنة.
يقول مازن “تركت منزلي خلال حملة القصف الجوي على كفرنبل متوجهاً إلى ريف إدلب الشمالي، وتحديداً إلى بلدة “أطمة”، فوجدت نفسي وعائلتي، تحت ظل شجرة زيتون لتتحول الخيمة التي تأوينا إلى حلم ننشده”.
ويرى “مازن” أن مرارة النزوح تشبه كثيراً مرارة القصف، ومع وقف الهجمات الجوية على المدينة بؤكد مازن أنه قرر بعد تفكير العودة إلى مدينته على الرغم من المخاطر التي قد تلحق به وعائلته في حال خرق الاتفاق من قبل الطائرات الحربية الروسية، إلا أنه لم يخف شعوره ببالغ السعادة للعودة.
وبالمقابل فإن الشاب “بشار الحاج” الذي ترك منزله في قرية “أحسم” بجبل الزاوية ليستقر في مخيم “كفرلوسين” في ريف إدلب الشمالي، لم يجد في الهدنة سبباً لعودته، لافتاً إلى مخاوفه من هشاشتها، وعودة الحملة العسكرية ضد المنطقة.
وتشير احصائيات الأمم المتحدة إلى نزوح نحو نصف مليون. وبحسب توثيق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فإنّ نحو نصف مليون مدني نزحوا منذ نهاية نيسان الفائت، من مناطق جنوب إدلب وشمال حماة باتجاه مناطق قريبة من الحدود مع تركيا، فيما لم يجد الكثير منهم حتى مخيمات تأويهم.
وكشف تقرير حقوقي عن نزوح ما لا يقل عن 110 آلاف عائلة، نتيجة الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام وروسيا على إدلب وشمال حماة، بوقت سابق، مؤكداً أن أكثر من 160 موقع مدني تم قصفه بسلاح الطيران الحربي والمروحي والمدفعيّ، بين 8 حزيران إلى 29 تمّوز ، على مختلف مناطق الشمال السوري.
وحتى الآن لا تشكل نسبة العوائل التي عادت بعد اعلان وقف اطلاق النار، شيئاً يذكر مقارنة بعدد السكان الذين خرجوا من مناطقهم في ظل الحملة العسكرية على المنطقة.