جسر – وكالات
قال الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، أنه ينطلق من مصالح بلاده أولاً، عند اتخاذه القرارات المتعلقة بسوريا، موضحاً سبب زيارة للجامع الأموي في دمشق.
جاء ذلك في مقابلة مع “بوتين” في سياق فيلم وثائقي على قناة “روسيا-1″، نُشر أمس الخميس، بحسب وكالة “تاس” الروسية.
الفيلم الوثائقي وعنوانه “لا مجال للخطأ. زيارة عيد الميلاد إلى دمشق”، يغطي زيارة “بوتين” لسوريا في أعقاب اغتيال قاسم سليماني والتوتر غير المسبوق الذي شهدته المنطقة بين إيران والولايات المتحدة عشية عيد الميلاد الماضي.
وأكد الرئيس الروسي أنه “عند اتخاذ القرارات من هذا النوع، أعني الآن ليس رحلتي الجوية /المفاجئة إلى سوريا/ بالطبع، ولكن القرارات المتعلقة بالمسار السوري، أنطلق بالدرجة الأولى من مصالح الدولة الروسية، لا من مشاعر تعاطفي أو كراهيتي”.
وقال بوتين في الفيلم إنه اتفق مع الأسد على عدم كشف تفاصيل الزيارة وترتيباتها، مضيفاً أنه رأى وهو في طريقه من المطار إلى العاصمة “كيف عادت الحياة إلى دمشق”.
وتابع: “لاحظت على الفور بنفسي أن الحياة تعود إلى طبيعتها في دمشق نفسها، في وسط العاصمة… في ذلك الوقت كانت لا تزال هناك قيود ونقاط تفتيش في العاصمة السورية، لكن وسائل النقل والمتاجر والمطاعم والمقاهي كانت تعمل، وكان هناك الكثير من الناس في المركز التاريخي للمدينة”.
وأردف: “سرنا قليلاً في الشارع هناك بسبب القيود الأمنية المعروفة، ولكن لا يزال هناك مكان نخرج فيه إلى الشارع ونتحدث مع الناس. كانت هناك اجتماعات ودية للغاية.. كان من المستحيل عدم الالتفات إلى هذا”.
وأوضح “بوتين” سبب قراره زيارة المسجد الأموي وكنيسة مريم العذراء قبل إجراء المحادثات الثنائية بين الوفدين قائلاً: “تمت الزيارة أثناء احتفالنا بعيد الميلاد، كان من الطبيعي أن نزور كنيسة مسيحية. لكنني أردت حقاً زيارة المسجد. لماذا؟ لأن هناك رفات يوحنا المعمدان. كان من غير المتوقع بالنسبة لي أن يتم حفظ رفات يوحنا المعمدان بعناية في المسجد (الأموي) ويتم تكريمها في العالم الإسلامي. وهو عند المسلمين (النبي) يحيى. كذلك يسوع المسيح مكرّم هناك. وهو (النبي) عيسى عند المسلمين”.
وتدخلت روسيا في سوريا عسكرياً إلى جانب نظام الأسد في سوريا في 30 أيلول/ سبتمبر 2015، عندما كانت 70% من الجغرافيا السورية، خارج سيطرة قوات النظام.
الجدير بالذكر أن منظمة “هيومن رايتس ووتش” نشرت تقريراً منتصف الشهر الجاري بعنوان “لماذا يدفع الروس مقابل قصف المدارس في سوريا”، استعرضت فيه عواقب التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى جانب النظام السوري.
ويقول التقرير إنه في وقت ارتكبت فيه جميع أطراف النزاع السوري انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب، اتسم التدخل الروسي بالقصف العشوائي للمدارس والمستشفيات والأسواق، الأمر الذي كلّف موسكو ملايين الدولار التي تم تحصلها من ضرائب الشعب الروسي.
“رايتس ووتش”: هل يعلم الشعب الروسي كم يدفع مقابل الغارات الجوية الروسية بسوريا؟