أكد مصدر مقرب من فريق المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن أن معضلة “الستة أعضاء” قد حلت بشكل نهائي مع روسيا. على أن “تسمي موسكو 4 أعضاء من المستقلين وممثلي المجتمع المدني فيما يبقى 2 يسميهما بيدرسن”. وهو مخالف لتصريح الناطق باسم الهيئة العليا للتفاوض يحيى العريضي الذي قال إن الأمم المتحدة ستختار أربعة أسماء بينما يختار النظام اسمين.
وأضاف المصدر لـ”القدس العربي”: “تم التوافق على البروتوكول الإجرائي (القواعد الإجرائية) والذي ينص على رئاسة مشتركة للجنة الدستورية بين المعارضة والنظام. وأن يحصل أي بند في مسودة الدستور على موافقة 75 في المئة من أصوات أعضاء اللجنة الدستورية. وأن يشكل القرار الدولي رقم 2254 لعام 2015 مرجعية لعمل اللجنة. بحيث يضمن إنجاز دستور خلال فترة 6 أشهر وانتخابات رئاسية خلال 18 شهراً. ويصار في النهاية إلى إقرار المسودة الدستورية من قبل اللجنة الدستورية الموسعة التي تحظى بتمثيل شعبي كبير، حسب كلام المصدر.
ميدانيا، استعادت الميليشيات الروسية وميليشيات النظام السيطرة على تل الحماميات شمال محافظة حماة السورية بعد يوم من خسارتها إثر قصف عنيف لم يتمكن خلاله مقاتلو فصائل المعارضة من تثبيت نقاط تمركزهم بسبب صغر مساحة التل وعدم وجود تحصينات هندسية تقي المدافعين نيران أكثر من 200 غارة جوية روسية حولت القرية أسفل التل إلى ركام وغبار حسب فيديوهات التقطتها كاميرا طائرة لهيئة “تحرير الشام” في سماء القرية.
وتعتبر المرة الأولى التي تتمكن فصائل المعارضة من السيطرة على تل الحماميات الاستراتيجي منذ عام 2012، بعد ان خسرته لصالح قوات النظام حينها. وتجنبت الفصائل الهجوم على التل الشهير بسبب تعزيزات النظام فيه ونشره عددا كبيرا من قواعد الصواريخ المضادة للدروع التي تستهدف العربات المتقدمة على بعد أكثر من 5 كم وهو مدى صواريخ الكورنيت.
وشن مقاتلو الفصائل هجوما منفردا بعد تمهيد ناري كثيف على تل الحماميات، ليقوم الروس بالبدء بهجوم معاكس مرات عدة، تمكنوا في المرة الثالثة من استعادة السيطرة على ما خسروه في الحماميات.
ويعتبر تركيز الهجوم على تل الحماميات من قبل المعارضة وعدم فتح محاور إشغال أو محاور أخرى للهجوم أو محور تطوير هجوم نحو بلدة كرناز غربا وقطع طرق الإمداد إلى كفرنبودة وباقي المناطق شمالا وعدم تشتيت العدو، واحدا من أسباب كثيرة عجلت في سقوط التل الاستراتيجي بيد الروس وميليشيات النظام في أقل من يوم.
وتزامن الهجوم في الحماميات مع زيارة المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف إلى أنقرة للتشاور حول إدلب تحضيراً لجولة أستانا- 13 التي تعقد في العاصمة الكازاخية نور سلطان. ورافق لافرنتيف نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين. والتقى المبعوث الروسي مع وفد تركي ترأسه المتحدث الرسمي باسم الرئيس التركي، إبراهيم كالن. ونائب وزير الدفاع، يونس امرة قره عثمان أوغلو ونائب وزير الخارجية التركية، سادات أونال والمسؤول عن الملف السوري.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن المسؤولين “ناقشوا الوضع في إدلب في ضوء تصاعد التهديد الإرهابي في منطقة خفض التصعيد وضرورة ضمان حماية المدنيين وكذلك العسكريين الروس والأتراك”.
وأشارت الوزارة إلى أن اللقاء تناول “تبادل الآراء بشكل موسع حول ملف التسوية السياسية للأزمة السورية، مع التركيز على استكمال عملية تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عملها، بموجب قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي”.
وذكر البيان أن الطرفين بحثا أيضا التحضيرات لعقد لقاء دولي جديد ضمن “صيغة أستانا” (روسيا، تركيا، إيران) حول سوريا، مطلع شهر اب/أغسطس المقبل، في عاصمة كازاخستان، نور سلطان حسب ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وعلمت “القدس العربي” من مصدر عسكري مقرب من أنقرة أن لافرنتيف “لم يشر إلى استمرار العمليات العسكرية في إدلب وانما قال إن العملية العسكرية المحدودة قد حققت هدفها وضمنت أمن بعض المناطق في سهل الغاب”.
على الجانب الروسي فقد أعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف يوم الأربعاء الماضي أن اجتماع صيغة أستانا للمحادثات حول سوريا سيعقد يومي 1 و2 آب (أغسطس) المقبل.
وأضاف في تصريحات أن “موعد الاجتماع محدد ومتفق عليه مع كل الأطراف المعنية التي قد تشارك في هذه الجلسة”.
وعلق المسؤول الروسي حول اللجنة الدستورية قائلا: “هناك أفكار محددة وملموسة تفتح المجال لنتفق بالشكل النهائي على تشكيل اللجنة الدستورية والثلث الأخير منها”. متابعا في حديث لـ”سبوتنيك” “نطالب بممثلين للمجتمع المدني هناك اقتراحات محددة حول أسماء للمرشحين وحول أسلوب اتخاذ القرار، ونحن أجرينا مشاورات مع بيدرسون في موسكو، وبعدها توجه إلى دمشق ليلتقي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم”.
وتزامن كلام بوغدانوف مع جولة يقوم بها المبعوث الروسي بين طهران وأنقرة ودمشق وبيروت التي انضمت إلى قائمة المدعوين إلى مسار أستانا بصفتها مراقبا. وترغب موسكو بإشراكها بمبادرة الرئيس فلاديمير بوتين حول إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا، حيث لجأ إلى لبنان قرابة مليون سوري يعانون مضايقات كبيرة وخطابا عنصريا تتباه أطراف سياسية بعينها وعلى رأسها التيار الوطني الحر الذي يتزعمه وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل.
من الواضح أن مسار أستانا ما زال مستمرا وأن التصعيد سيبقى مستمرا وأن رسائل القصف والعمليات العسكرية ستبقى مستمرة ولن تتوقف. حيث أصبح المسار حكم ضرورة للأطراف الثلاثة الضامنة بسبب ارتفاع حدة الخلاف مع أمريكا وتعقد الملفات معها.
القدس العربي ١٤ تموز/يونيو ٢٠١٩