جسر: متابعات:
أعرب المبعوث الخاص لسوريا غير بيدرسون عن بالغ القلق إزاء تجدد العنف في إدلب، قائلا إن إدلب يسكن بها 3 ملايين مدني، فرّ الكثيرون منهم من القتال إلى أماكن أخرى في سوريا، مشيرا إلى التصعيد في الأسابيع الماضية والذي تمثل في القصف الجوي، وكذلك الهجمات الأرضية من الجانبين.
وقدم غير بيدرسون، أمس الجمعة، إحاطة إلى مجلس الأمن، أشار فيها إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين وجرح 50 آخرين، من بينهم أطفال بسبب ما قيل إنه صاروخ أطلق من الأراضي السورية أصاب مخيما للنازحين وبالقرب من مستشفى للولادة قبل يومين.
وفي الوقت نفسه، أشار المبعوث الخاص إلى التطورات المهمة التي حدثت في الشمال الشرقي في أعقاب التدخل التركي، ورغم إشارته إلى انخفاض حدة العنف في المنطقة بسبب التفاهمات التي تمت بين فصائل المعارضة والنظام والتفاهم الأمريكي التركي لوقف إطلاق النار، إضافة إلى التفاهم التركي الروسي، إلا أن التقارير عن الاشتباكات والقصف مستمرة، حيث قتل أكثر من 90 مدنيا، وما زال هناك أكثر من 75 ألف نازح.
وأشار بيدرسون إلى التقارير التي أفادت بمقتل شخصين في الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من دمشق. وكانت إسرائيل قد بررت تلك الغارات قائلة إنها شنتها ردا على صواريخ أطلقت على إسرائيل.
اللجنة الدستورية
وتطرق المبعوث الخاص لسوريا إلى إطلاق اللجنة الدستورية ذات المصداقية والمتوازنة والشاملة للجميع بقيادة وملكية سورية وبتيسير من الأمم المتحدة في جنيف، في 30 تشرين الأول/أكتوبر بمشاركة ممثلين من النظام والمعارضة والمجتمع المدني، مشيرا إلى أن هذا الإطلاق كان بمثابة بارقة أمل للشعب السوري، وفرصة للأحزاب السورية لبدء حوار مباشر يقودونه ويمتلكونه في المستقبل.
وخلال اليومين التاليين، قال بيدرسون إن أعضاء الهيئة عرضوا رؤاهم للترتيبات الدستورية المستقبلية في سوريا واعتمدوا بتوافق الآراء مدونة لقواعد السلوك ومجموعة من الممارسات الإجرائية الأولية، مضيفا أنه كان هناك تبادل واسع النطاق للأفكار، ومن المقرر استئناف المفاوضات في جنيف يوم الاثنين القادم الموافق 25 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأشاد بيدرسون بأعضاء اللجنة لشجاعتهم ووطنييتهم في هذه الإجراءات الأولية لكنه أوضح أنه من السابق لأوانه القول إن اتفاقا قد تم بشأن المبادئ الدستورية. وأضاف المسؤول الأممي أنه ناقش مع الرئيسين المشاركين وطلب منهما إعداد جدول الأعمال للعمل المقبل، مشيرا إلى أنهما اتفقا على أهمية هذا أمر.
وأعرب بيدرسون عن اعتقاده بأن عمل اللجنة الدستورية يمكن أن يبني الثقة في العملية السياسية لكنه قال إن هذه الثقة إذا ما أريد لها أن تتطور بين الشعب السوري، فإن الديناميات على الأرض يجب أن تبدأ في التغيير – ومن الضروري أن نبدأ بحماية المدنيين.
وفي الوقت الذي يستمر فيه العنف والمعاناة، قال بيدرسون إن السوريين ومن كل الجوانب، يطالبون بإجراءات ملموسة من هذه العملية لتحسين حياتهم، مشددا على ضرورة إطلاق سراح المحتجزين/المختطفين وتحديد مصير الأشخاص المفقودين.
وقال غير بيدرسون إنه يواصل إجراء المناقشات مع الأطراف السورية واللاعبين الدوليين، لافتا الانتباه إلى أن المسؤولين الأميركيين والروس يواصلون اجتماعاتهم لمناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها. وتطرق إلى المباحثات التي أجراها مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وكبار المسؤولين في برلين الأسبوع الماضي.
وضمن مجموعة أستانا يقول بيدرسون إن الحوار مستمر بين الدول الداعمة لمختلف الأطراف السورية، مشيرا إلى أنه يواصل دعم تطوير صيغة دولية يمكن أن تجمع اللاعبين الأساسيين في جهد مشترك. وفي نهاية المطاف، أعرب بيدرسون عن أعتقاده بضرورة أن تؤدي كل هذه الجهود إلى تهيئة بيئة آمنة وهادئة ومحايدة.
وأعرب عن أمله في أن تتمكن “الحكومة والمعارضة” من استغلال اللجنة الدستورية في إقامة علاقة تمكنهما من تهدئة العنف وتغيير الظروف على الأرض وفي نهاية المطاف سيظهر حل شامل وحاسم لصالح جميع السوريين، داعيا الأطراف السورية إلى اغتنام الفرصة التي يتيحها إطلاق اللجنة.