جسر: متابعات:
صدرت “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) قراراً بفصل ثلاثة شرعيين بارزين من ذوي الجنسية المصرية من صفوف الهيئة، وعزت القرار إلى عدم الالتزام المتكرر بسياسة الجماعة.
وجاء في بيان فصل صادر في 14 تموز/ يوليو الجاري بحق الشرعي “طلحة المسير” المعروف باسم “أبي شعيب المصري”، أنه “بناء على الصلاحيات الممنوحة واستناداً إلى قرار لجنة المتابعة الشرعية واقتراحها المرفوع إلى المجلس الشرعي العام حول مخالفات (أبي شعيب) في عدم التزامه متكرر بسياسة الجماعة، وبعد رفع الأمر إلى اللجنة المكلفة يقرر فصل أبي شعيب وإحالة ما يتعلق بكلامه عن الجماعة إلى القضاء المختص”.
مصادر “حرية برس” أفادت بأن “تحرير الشام” فصلت الشرعيين البارزين “أبو اليقظان المصري وأبو الفتح الفرغلي” إضافة لأبي شعيب في بيانات منفصلة، وذلك بسبب خروجهم عن سياسة الجماعة ورفضهم التعاون مع الأتراك وتكفيرهم.
وأشارت المصادر إلى أن الشرعيين الثلاثة كانوا في صفوف حركة أحرار الشام، وبينهم “أبي اليقظان” الذي التحق بصفوف حركة نور الدين الزنكي ولمع اسمه في معارك أحياء حلب المحاصرة، ثم انضم لتحرير الشام وقاتل الزنكي في الاقتتال الفصائلي الأخير في مطلع العام الجاري، وظهر في تسجيل مصور في دارة عزة وهو يتباهى بالنصر على الزنكي.
ومن المتوقع أن يلتحق “أبو اليقظان” بصفوف تنظيم “حراس الدين”، بينما أبو شعيب هو الوحيد بينهم الذي صدر بحقه سابقاً قرار فصل من حركة أحرار الشام.
بينما أفاد مصدر مقرب من “تحرير الشام” في حديث إلى “حرية برس” بأن “أبي اليقظان” المصري تم فصله من صفوف الهيئة منذ فترة الاقتتال الأخير ضد حركتي الزنكي وأحرار والشام، وهو يعمل بشكل مستقل ومنسق مع تحرير الشام على جبهات حماة وإدلب. وأكد المصدر استمرار أبو الفتح الفرغلي في عمله مع الهيئة ولم يصدر قرار فصله.
من جهته، قال القيادي في تحرير الشام “أبو العبد أشداء” عبر تلغرام، رداً على سؤال حول سبب فصل “الشيخ أبو شعيب المصري”: “إذا جار الأمير وحاجباه وقاضي الأرض أسرف بالقضاء فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء”.
وأضاف، “أقول للشيخ أبو شعيب أسأل الله أن يتقبل منك ويرفع قدرك ولك في نبي الله يوسف عليه السلام أسوة حسنة عندما قال لمن اتهمه زوراً وبهتاناً (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ۚ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا ۖ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ)”.
بدوره قال مظهر الويس الشرعي في مجلس شورى “تحرير الشام” في منشور له، أنه “لا علاقة لموضوع فصل أبي شعيب المصري بقضية منشوره حول الطفل اليزيدي هوكر، فقضية فصله سابقة على هذا الأمر، والأمر معروف بين المعنيين حيث إن ملف الأخ في المتابعة منذ شهور حتى آل الأمر إلى ماآل إليه والله المستعان،ومن دقق في التواريخ لا بد أن يجد ذلك”.
وأضاف، “إني أذكر ذلك لأن البعض حاول الاصطياد في الماء العكر لترويج أنه تم فصل الأخ لفتوى يقولها ويحاول البعض أن يستذكر حالة التدخل التركي وموقف أبي شعيب والأحرار حينها”.
وتابع، “قضية أخينا تتعلق بأسباب تنظيمية حول الالتزام بسياسة الجماعة وقد أعذرنا إلى الأخ كثيراً وليس من عادتنا أن نعاقب الأخ لمجرد رأي رآه أو تبناه بالفصل أو ماشابه ولكن الأمر وصل لحد أصبح الفراق هو الحل. لسنا ممن ينكر فضل الأخ أو جهاده رغم خلافنا معه في بعض تصوراته أو رؤاه والله يقول (ولا تنسوا الفضل بينكم). ونتمنى أن لا يجد الشيطان سبيلا إلى التحريش وأما موضوع الطفل فله شأن آخر لعلي أو غيري ينهض لبيان الأمر فيه قريباً”.
حرية برس ١٩ تموز/يوليو ٢٠١٩
(المصري أبو الفتح الفرغلي، الشرعي السابق في “هيئة تحرير الشام” – صورة متداولة)