الولايات المتحدة: جسر:
في مقابلة بثتها قناة CNN يوم السبت قال الرئيس ترامب بأنه قد أحيط علما بقدرة داعش و المنظمات الارهابية الأخرى على استعادة قوتها في سوريا و افغانستان في حال تنفيذ خطته الرامية لانسحاب القوات الاأمريكية من هاتين الدولتين.
ترامب الذي كان قد أعلن عن هذه الخطة في ديسمبر الفائت، قال ان الانسحاب سيكون “كامل و سريع”، عاد ليتريث بعدها حين واجه انتقادات حادة من كبار المستشارين و القادة الميدانيين في كل من وزارتي الدفاع و الخارجية ومن مستشاره للأمن القومي جون بولتن.
و في مقابلة لترامب تم تسجيلها يوم الجمعة مع قناة CBS التلفزيونية أصرت محاورته ” مارغريت برينان” على اعادة السؤال بعدة طرق، ذلك السؤال الذي يتضمن أكبر و أخطر هواجس النخبة العسكرية و السياسية على الاطلاق…
“كيف ستستجيب الولايات المتحدة لخطر اعادة داعش احياء خلاياه و قوته، و كيف ستواجه يران و مليشياتها دون تواجد عسكري فعال في المنطقة؟. كان ترامب يردد في كل مرة” سنعود بقوة اذا ما وجدنا ذلك ضروريا”. “نمتلك قواعد قريبة في العراق كما نمتلك اسرع و اقوى الطائرات على الاطلاق و يمكننا اعادة التموضع باسرع مما يظن أعداؤنا”و “سيتحرك جزء من القوات من سوريا الى العراق او الى قواعد قريبة اخرى، بعضهم سيعود للوطن بالطبع”.
لكن ترامب و الذي انتقد الانسحاب الامريكي الذي نفذته ادارة سلفه الرئيس اوباما معتبرا ان ذلك اعطى الزمان و المكان المناسب لنمو داعش، يجد نفسه اليوم في وضع مشابه تماما مع انتقادات كان يوجهها لغريمه بالامس.
و يرى معظم المراقبين و المحللين السياسيين في واشنطن ان الرئيس ترامب لن ينفذ الانسحاب الذي اعلنه تماما، بل سيعمد الى حلول وسطى منها تحريك بعض القوات و نقل بعضها، حتى لا يتراجع عن قراره بشكل كامل فيما يعد هزيمة سياسية لا يريدها حاليا، مع تصاعد الجدل حول ملفات داخلية كثيرة و معقدة. وخاصة بعد تجميد مجلس الشيوخ باغلبيته لقرار الانسحاب و اصرار قادة البنتاغون على “البقاء الفعال للقوات” تنفيذا لتوجيهات تقرير (بيكر- هاملتون) التي ركزت على وجوب ملئ الفراغ و مواجهة ايران و ليس الانسحاب، هذا التقرير الذي أصبح بمثابة “الانجيل الأبيض” لعمل وزارة الدفاع على كافة الصعد.
من جهة أخرى، أكيد الكولونيل “شين رايان” المتحدث الرسمي لقوات التحالف، و عبر رسالة الكترونية بعث بها الى قناة Fox News الاخبارية، ان قوات التحالف قامت بقصف قوات تابعة لنظام الاسد في منطقة البوكمال التابعة لمدينة دير الزور شرق سوريا ردا على استهداف تلك القوات لعناصر حليفة من “قوات سوريا الديموقراطية”.