متابعات جسر -وكالات
رفضت تركيا وقطر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بإدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية واصفين القرار “بأحادي الجانب”
وبرر وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” أمس الثلاثاء في أنقرة رفض بلاده للقرار بالقول أن “تركيا لا تؤيد ما يقوم به الحرس الثوري في سوريا، لكن لا يمكن لأية دولة إعلان بأن القوات المسلحة لدولة أخرى منظمة إرهابية”، معتبرًا أن القرار صدر من جهة واحدة ولا يمكن تعميمه ومشيرًا أنّ من شأن هذا القرار التسبّب بعدم الاستقرار في المنطقة”.
وبدوره قال الوزير القطري “أن الخلافات بين الدول يجب أن تحل بالحوار”، موضحًا أن “إيران دولة لها وضعها الإقليمي والجغرافي الذي يتطلب منا كدول محيطة بها أن ننظر لها باعتبارات مختلفة سواء اختلفنا أو اتفقنا مع سياستها”، معتبرًا أن الخلاف مع تصرفات وسلوكيات الجيش الإيراني لا يكون الرد عليها بالعقوبات”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد صنفت أول أمس الاثنين الحرس الثوري كمنظمة إرهابية حيث قال الرئيس الأمريكي ترامب في تصريحات صحفية إن “الحرس الثوري يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات الدولة”.
ولم يتأخر الرد الايراني على القرار الأمريكي فأقرّ البرلمان بغالبية ساحقة أمس الثلاثاء قرارًا يقضي بتصنيف القوات العسكرية الأمريكية العاملة غرب آسيا وما يرتبط بها من قوات ك “مجموعات إرهابية”.
ويعتبر الحرس الثوري المسؤول عن نشاطات إيران العسكرية خارج حدودها، حيث قدم دعمًا كبيرًا لنظام الأسد في قمع الثورة السورية ولحزب الله اللبناني الذي استطاع في السنوات الأخيرة بسط سيطرة شبه مطلقة على لبنان.
تأسس الحرس الثوري الإيراني في أعقاب “الثورة الإسلامية” في إيران التي اندلعت في 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي، وذلك بهدف حماية النظام الإسلامي الناشئ في ا لبلاد، وخلق نوع من توازن القوى مع القوات المسلحة النظامية.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الحرس الثوري قوة عسكرية، وسياسية، واقتصادية كبيرة في البلاد، ويتمتع بصلة وثيقة مع العديد من الشخصيات المؤثرة، أبرزها الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي كان نفسه عضوا في الحرس الثوري.
ويُقدَّر عدد أفراد الحرس الجمهوري بنحو 125 ألف عنصر، ولديه قوات أرضية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويمتلك سلطة الإشراف على أسلحة إيران الاستراتيجية.
كما يسيطر الحرس أيضا على قوات المقاومة شبه النظامية (الباسيج)، وهي قوة من المتطوعين قوامها حوالي 90 ألف رجل وامرأة، ولديها القدرة على حشد حوالي مليون متطوع عند الضرورة