جسر: متابعات:
كشف رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، في مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية، عن نصيحة وجهها للأمريكيين والبريطانيين عند غزو العراق، كما تحدث عن الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، ووصفه بالشخصية “الذكية جدا”، مشيرا إلى أن قتله كان خطوة مهمة للغاية.
وقال الفيصل: “الضربة الجوية الأميركية التي قتلت قاسم سليماني أظهرت لطهران أنها لا تستطيع الإفلات من استفزازاتها، لكنها لن تمنعها من مواصلة أجندتها”، مضيفا أن “إيران استهدفت ناقلات نفط في الخليج، ومع ذلك لم تستهدفها أمريكا، إيران استهدفت منشآت نفطية مع ذلك لم تستهدفها أمريكا، لكنها ظنت أن أمريكا صامتة، أعتقد أن الولايات المتحدة قررت قتل سليماني لأن الاستفزازات زادت عن الحد المسموح به”.
وأوضح قائلا: “إخراج سليماني من المعادلة السياسية تماما، كان خطوة مهمة للرد على الأقل على بعض طموحات إيران، وإيصال رسالة لها أن أعمالها الاستفزازية الخطرة لن يتم الصمت عليها”، مضيفا أنها “دعوة للحكومة الإيرانية والقيادة الإيرانية للاستيقاظ، وأنه لا يمكنهم النجاة من عواقب هذه الاستفزازات”.
وأكد الفيصل أن “قتل سليمان خطوة مهمة للغاية، لكنها لن توقف أنشطة إيران الاستفزازية، فهي ستستمر باستخدام نفس الأساليب”، وأضاف أن “القيادة الإيرانية لديها أجندة ومشروع متمثل في الهيمنة على العالم الإسلامي بأسره”، لكن كفاءة تنفيذ هذه اﻷجندة “ستقل… ولن تسير كما كانت عليه عندما كان سليماني على قيد الحياة، لأنه شخصية مؤثرة جدا يصعب تعويضها”، كما أنه “كان شخصية ذكية للغاية في استخدام تلك الأساليب الاستفزازية”.
وﻷول مرة، كشف الفيصل أثناء المقابلة عن نصيحته للأمريكان والبريطانيين، إبان غزو العراق، كما حذّر من الانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان والعراق بقوله “لا أعتقد أن الوقت الحالي هو الأمثل للانسحاب الأمريكي”، مضيفا أن الولايات المتحدة كان يجب أن تنسحب من أفغانستان في “المراحل المبكرة عندما كان الانسحاب أكثر قابلية للتنفيذ مما عليه الآن”.
وأوضح الفيصل “أهدرت الولايات المتحدة الكثير من الفرص الضائعة، كان أبرزها عقب مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011″/ كما روى تفاصيل واقعة حدثت بينه وبين المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين قبل غزو العراق، حيث قال:
“سبق وتحدثت مع المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين وقت غزو العراق، وقلت لهم: آمل ألا تغادروا العراق بنفس الاندفاعة التي دخلتهم فيها”.
وأوضح قائلا: “رأينا أنه بمجرد انسحاب أمريكا من العراق بدأت تظهر القاعدة تنشط، ثم تعود إلى العراق في ظل الجنرال ديفيد بترايوس، ولا أعرف أي نوع من المنظمات قد يظهر في حال انسحب القوات الأمريكية حاليا، ولكن أعتقد ستكون أكثر تعقيدا وسفكا للدماء مما هو عليه الحال”.