جسر – السويداء
أرسلت سلطات نظام “الأسد” الأمنية تعزيزات غير مسبوقة إلى السويداء، صباح اليوم الأحد 13 شباط/ فبراير، وذلك في محاولة منها لقمع حركة الاحتجاجات الشعبية في المحافظة.
وقالت شبكة “السويداء 24” الإخبارية المحلية، إنّ سلطات النظام الأمنية، أرسلت عزيزات كبيرة إلى محافظة السويداء، وادّعت أنّها لملاحقة العصابات، حسب تعبيرها.
وتأتي خطوة النظام هذه في الوقت الذي شهدت فيه المحافظة حركة احتجاجات شعبية ضد سياسات النظام الاقتصادية، وتطورت فيما بعد لتصبح ذات أبعاد متعددة.
وأضافت السويداء “24” أنّ التعزيزات وصلت على مدار ثلاثة أيام، وتوزعت في المراكز الأمنية. لكل فرع فُرز عدد يتراوح بين 150 و300 عنصر، وأيضاً رُفدت نقاط التفتيش بعناصر إضافية، من بينها حاجزي النقل والثعلة في الريف الغربي، وحاجزي صلخد في الريف الجنوبي، وشهبا على طريق دمشق السويداء، ورُبما تنشر قوات الأمن، نقاط تفتيش جديدة في مناطق متعددة من المحافظة.
وكشفت “السويداء 24” أنّ كاميراتها رصدت انتشار دوريات لقوى الأمن، والدفاع الوطني، صباح الأحد، على الطرق والساحات الرئيسية في مدينة السويداء.
ونقلت الشبكة عن مصادر أمنية تابعة للنظام، قولها، إنّ “إرسال التعزيزات يهدف إلى ضبط الوضع الأمني في السويداء، وملاحقة العصابات الخارجة عن القانون. مدّعية أن القرار صدر قبل اندلاع الاحتجاجات الأخيرة. وطمأنت المصادر الأمنية وجهاء المحافظة، أن التعزيزات ليست لقمع المحتجين أو ملاحقتهم، إنما لتوقيف أشخاص محددين، ممن تورطوا بجرائم الخطف والقتل.
وأشارت الشبكة نقلاً عن المصادر الأمنية، إلى أنّه من الممكن أنْ تشهد السويداء في الأيام القادمة حملة أمنية، من خلال تشديد الإجراءات المتخذة على نقاط التفتيش، وملاحقة قائمة أسماء محددة من المطلوبين، مع التأكيد على عدم وجود نوايا لتنفيذ مداهمات.
وأفادت “السويداء 24” أنّ مسؤولي المحافظة، يدعون وجهاء وزعامات دينية لعقد اجتماع، في الأيام المقبلة.
الناشطون في حراك السويداء اعتبروا، إرسال التعزيزات تلويحاً باستخدام القوّة والقمع، سيما وأن الحراك أخذ منحىً تصاعدياً، ولم تتوقف مطالب المحتجين عند الأوضاع المعيشية والإقتصادية، بل رفعت سقف الشعارات إلى المطالبة بدولة مدنية وديمقراطية. ويسود ترقب حذر بين منظمي الحراك، الذين قرروا التريث مؤقتاً، وإعداد ورقة مطالب محددة للتفاوض عليها مع السلطة.
من جانبها، تترقب الجماعات الأهلية المسلحة في السويداء، التي انخرط بعضها دون سلاح، في الحراك الاحتجاجي، التطورات الأمنية. ويخشى ناشطون من وجود تيارات تسعى لتوتير الأجواء، فالأزمة في السويداء اليوم اجتماعية واقتصادية، كما في عموم سوريا، مع وجود حساسيات أهلية في المحافظة، وهذا يعني أن أي تصرف غير محسوب، من جانب السلطة، قد يؤدي لصدامات لا تحمد عقباها، حسب الناشطون.