بعد خمسة أشهر على اعتقاله، ورغم كل ادعاءاتها بوجود ملفات جنائية بحقه وأن اعتقاله لم يكن بسبب آراءه ونشاطاته الثورية، إلا أن هيئة تحرير الشام أطلقت اليوم الجمعة سراح المحامي والناشط المعروف ياسر السليم، الذي عاد إلى منزل أسرته وقد طرأ تغير على سحنته، لكن ابتسامته ظلت هي هي.
في الحادي والعشرين من أيلول الماضي (٢٠١٨) داهمت مجموعة من القوى الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام منزل المحامي ياسر السليم في بلدة كفر نبل بريف إدلب، لتعتقله وتقتاده إلى سجن العقاب سيء الصيت، والذي تستخدمه الهيئة كسجن مركزي تزج فيه العديد من معتقلي الرأي والفصائل الأخرى.
وفي اليوم ذاته جرى أيضاً اعتقال الناشط وزميل السليم في الحراك الثوري “عبد الحميد البيوش” الأمر الذي بدى معه واضحاً أنه بسبب ظهور الاثنين معاً في مظاهرة قبل ذلك بأيام وهما يحملان رسماً كريكاتورياً يدين قيام تنظيم داعش باختطاف مدنيين من محافظة السويداء، ويربط بين هذا الفعل ومصالح النظام.
ورأى العديد من المقربين لياسر أن هذا الحدث كان على ما يبدو القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لهيئة تحرير الشام، التي سبق لها أن وجهت رسائل تحذير للمحامي “السليم” وغيره من الناشطيين المدنيين في كفرنبل، بسبب إعلانه التضامن مع المدنيين في كفريا والفوعا، ومع المواطنين الأكراد وحقوقهم، وهي الرسائل التي تجاهلها “السليم” باستمرار.
يذكر أن المحامي ياسر السليم من أوائل ناشطي الحراك الثوري في بلدة كفر نبل التي اشتهرت على مدار السنوات الماضية بتقديم اسماء لامعة من الناشطين وبالفعاليات الثورية المميزة، كما سبق له أن شغل عضوية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة غداة تشكيله.