جسر: متابعات
كشف موقع “المونيتور” الأميركي تفاصيل جديدة عن لقاء رئيس نكتب الأمن الوطني علي مملوك، برئيس جهاز المخابرات التركي حقان فيدان في موسكو وذلك في الـ ١٣ من الشهر الجاري، مؤكداً أنّه مصالحة تركية-سورية تتوسط فيها روسياقادرة على تغيير مسار الحرب.
في تقريره، حذّر الموقع من أنّ إدلب تضع تركيا على شفير مواجهة مباشرة مع قوات الجيش السوري، وتختبر العلاقات الروسية-التركية، مشيراً إلى أنّ روسيا تضغط في سبيل إعادة العمل باتفاقية أضنة الموقعة بين دمشق وأنقرة في العام 1998، إذ تدرك موسكو أنّ تسوية الأزمة السورية غير ممكنة من دون حصول تحسين للعلاقات.
وفي هذا الإطار، لفت الموقع إلى أنّ تقارير تركية تحدّثت عن اتفاق مملوك وفيدان على خارطة طريق مؤلفة من 9 نقاط تهدف إلى تعزيز الحوار، وتشمل هدفاً يقضي بالتعاون في سبيل “مكافحة الإرهاب”.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إنّ مسؤولين أتراك رفيعين من أصول شركسية لعبوا دوراً تسهيلياً، حيث ترأس جنرال تركي “شركسي الأصل” أحد الاتصالات التي تمت بعيداً عن الأضواء وأجرى محادثات مع الوفد السوري برئاسة رئيس إدارة المخابرات العامة، في سوريا ( أمن الدولة) اللواء حسام لوقا.
وتابع الموقع بالقول إنّه تردّد أنّ فيدان ومملوك ناقشا تعاوناً محتملاً في مواجهة “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني” السوري وذراعه العسكرية، “وحدات حماية الشعب الكردية”.
وعلى الرغم من تلميح الموقع إلى أنّ خطوات إضافية قد تعقب اللقاء بين فيدان ومملوك، قال إنّ أنقرة ودمشق لم تبلغا حدّ الطموحات الروسية، موضحاً أنّ الجانب الروسي يعتبر حصول “إعادة ضبط” للعلاقات التركية-السورية مسألة ضرورية لسببيْن:
1. ما إن يحصل تطبيع للعلاقات التركية-السورية، ستجد المجموعات المسلحة المدعومة تركياً نفسها أمام خيار واحد يتمثّل بالتنازل، وعندها ستُضطر تركيا إلى وقف دعم المعارضة السورية المسلحة، وبالتالي إحباط أي مواجهة محتملة بين الجيشيْن التركي والسوري.
2. سيؤدي تطبيع العلاقات إلى تخفيف حدة المشاكل الاقتصادية السورية، حيث تعاني البلاد بسبب الحرب والعقوبات، ناهيك عن أنّ الأزمة الاقتصادية تهدد مكاسب الجيش السوري العسكرية.
في تعليقه، لفت الموقع إلى أنّ دعم تركيا للمعارضة السورية والتواجد العسكري التركي في الأراضي السوري يُعدّان عامليْن حاسميْن بالنسبة إلى الحكومة السورية، مبيناً أنّ احترام تركيا سيادة سوريا وانسحابها الفوري من الأراضي السورية ترأس قائمة مطالب مملوك.
في هذا الصدد، نقل الموقع عن مصدر سوري استبعاده حصول مصالحة بين البلديْن بسبب مواقفهما، إذ قال “تعتقد روسيا أنّ عملية إعادة إعمار سوريا لن تنجح من دون مشاركة تركيا”، مضيفاً أنّ الأزمة المالية التي تعانيها البلاد حادة جداً لدرجة أنّها تؤثّر في تقدّم الجيش السوري الميداني، “فلا يمكن تأمين بعض الموارد الأساسية إلاّ عبر تركيا”.
وتابع المصدر بأنّ أنقرة أوضحت لموسكو أنّها قد تنظر في سحب قواتها من شمال سوريا، إذا ما وافقت دمشق على إحداث بعض التغييرات الهيكيلة، بما في ذلك حصر سيطرة الجيش السوي على الجزء الجنوبي من المنطقة الآمنة وإخضاع “وحدات حماية الشعب” لسيطرته الكاملة.
ونبّه المصدر من أنّه ينبغي اعتبار خارطة الطريقة بمثابة “أرضية مشتركة” بهدف إجراء حوار، موضحاً أنّ الرئيس السوري بشار الأسد قد يكون عاجزاً عن إقناع قاعدته بشرعية النقاط الـ9 المذكورة.
وأضاف الموقع بأنّ القوات الإيرانية قد تلجأ إلى الانسحاب تكتيكياً من مواقعها بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، لافتاً إلى أنّ تركيا قد تعمد إلى ملء هذا الفراغ.
الموقع الذي قال إنّ شريحة كبيرة من الآراء تعتقد أنّ تركيا ستعارض الانسحاب عسكرياً من سوريا دون التوصل إلى آلية تتيح تحييد “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب”، تساءل عما إذا كانت الحكومة السورية ستضحي بالأكراد السوريين لتطبيع العلاقات مع أنقرة.
من جهته، علّق المصدر السوري بالقول إنّ “النظام السوري غير مستعد لمحاربة “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني” ولا يملك القدرة على ذلك”، مضيفاً بأنّ “روسيا والولايات المتحدة لن تسمحا بذلك”.
وفي هذا الإطار، كشف الموقع أنّ روسيا تطوّر استراتيجيتيْن على هذا الصعيد: منح تركيا حصة في عملية إعادة الإعمار وتشكيل حلف تعاون بين سوريا وتركيا وروسيا لدعم سياسات أنقرة في الحرب المندلعة على مصادر الطاقة في شرق المتوسط.
ولدى سؤال المصدر السوري عما إذا كانت المصالح المشتركة حول المصادر النفطية في شرق المتوسط قادرة على لعب دور بناء في هذه العملية، أجاب بالقول إنّ استراتيجية تركيا الأحادية القاضية باستكشاف مصادر الغاز تمتع سوريا من اتباع سياسة مستقلة، مرجحاً عمل دمشق على تطوير استراتيجتها الخاصة عبر أخذ اللاعبين المختلفين بالاعتبار.
ختاماً، لم يستبعد الموقع اتجاه الرئيس التركي إلى التراجع على الرغم من مواقفه الثاتبة، في ظل المشاكل الاقتصادية التركية، راهناً هذا التراجع بحصوله على حصة من إعادة إعمار سوريا
رابط المقال على الموقع “المونيتور” اضغط هنا.
المصدر: لبنان ٢٤