جسر: خاص:
ألقت مروحيات تابعة لقوات النظام منشورات تدعو فيها أهالي “محافظة إدلب والريف الغربي لحلب” لترك “مناطق المسلحين والتوجه إلى المعابر الرسمية التي افتتحتها الدولة في أبو ضهور والهبيط والحاضر”، فيما شهدت المناطق المحيطة بمدخل حلب الشمالي الغربي عند “دوار اللبليرمون” و”قبر الانكليز” و”القصر العدلي” المتاخم للمخابرات الجوية في جمعية الزهراء، أوائل اﻻشتباكات بين الجانبين.
وكانت أرياف حلب الجنوبية والغربية قد شهدت خلال اﻷيام الماضية استقدام قوات النظام والميليشيات اﻹيرانية المساندة لها تعزيزات إضافية على طول خطوط التماس مع فصائل المعارضة، في ظل مخاوف متصاعدة من اجتياح وشيك ﻵخر معاقل المعارضة المتاخمة لمدينة حلب.
وبعد أن عززت في الريف الجنوبي باستقدام مجموعات تابعة لـ”لواء القدس” وميليشيا “القاطرجي” من مناطق في وادي الفرات وديرالزور، استقدمت الميليشيات أمس السبت وأول أمس الجمعة تعزيزات إضافية لقواتها في ريف حلب الشمالي الغربي، تزامنا مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي وطيران النظام الحربي.
مصادر خاصة أكدت لـ”جسر”، التحضيرات الحثيثة لعمل عسكري يهدف لانتزاع السيطرة الكاملة على المناطق المحيطة بطريق “حلب-اعزاز” أو ما يعرف بشارع “غازي عنتاب”، الذي تسيطر فصائل المعارضة على قسم منه يمتد بين مدخل حلب عند “دوار اللبليرمون” وصولا إلى “بيانون” شمالا.
وتنتشر على جانبي الطريق، الذي يعتبر امتدادا لطريق حلب-دمشق M5، عديد القرى والبلدات التي تكتظ بالنازحين من حلب الشرقية وبقية المناطق التي اجتاحتها قوات النظام وحلفائه اﻹيرانيين والروس وهجرت أهلها، أهمها “اللبليرمون، كفرحمرة، معارة اﻷرتيق، حريتان، عندان، حيان، بيانون”، والتي تشكل مساحات واسعة تتصل غربا بمناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي ومنه إلى إدلب.
وعلى الجهة الشرقية تمتد خطوط التماس مع قوات النظام على شكل قوس يبدأ من دوار اللبليرمون إلى مزارع كفرحمرة و”قبر اﻻنكليز”، قبل أن يلتف حول حريتان وحيان وبيانون وصولا إلى مناطق سيطرة الميليشيات في قريتي نبل والزهراء على الطرف الغربي من الطريق حيث نقطة المراقبة اﻹيرانية.
مصادر في فصائل المعارضة أكدت لـ”جسر”، علمها المسبق بنوايا النظام وحلفائه، ولخصتها بسعيهم للاستحواذ على كامل المناطق الواقعة إلى الشرق من نقطة المراقبة التركية غرب عندان ليتهيأ لهم وصل نقطة المراقبة الروسية غرب حي جمعية الزهراء عند اللبليرمون، بنظيرتها اﻹيرانية شمالا على الطريق نفسه بين قريتي نبل والزهراء.
معركة أخرى تضاف لحرب الطرقات الدولية التي يشنها النظام بدعم من حلفائه الروس واﻹيرانيين ضد أهالي ريفي حلب وإدلب المحاصرين بوحشيته وتواطؤ الحلفاء. وتضم هذه المناطق، إضافة لسكانها الرازحين منذ سنوات تحت وطأة القصف والحصار وشح الموارد، آلاف النازحين والمهجّرين من أرجاء المحافظتين وعموم مناطق سوريا كالغوطة وحمص وسواهما.