جسر – متابعات
نشر موقع “صوت أميركا” تقريراً أمس السبت، تحدث فيه عن النشاط المتزايد لتنظيم “داعش” في سوريا، الأمر الذي دعا مسؤولين أمريكيين للتحذير من نشوء قواعد إرهابية جديدة في سوريا.
وقال الموقع إن ارتفاع معدل النشاط الإجرامي وعمليات إراقة الدماء في مخيمات اللاجئين في شمال شرق سوريا، أثار انتباه المسؤولين الأميركيين، الذين يخشون أن تخسر قوات الأمن معركة احتواء أنصار تنظيم “داعش”.
وحذر مسؤولون أميركيون من أن “داعش” يحول الآن بسرعة المخيمات المكتظة بالنازحين، وفي مقدمتها مخيم الهول، إلى قاعدة لعملياته الإرهابية، وأشاروا إلى أن العنف الوحشي، الذي طالما اتبعه التنظيم، هو مجرد جزء من المشكلة، بحسب الموقع.
وقال مسؤول أميركي: “لقد كافحت الأجهزة الأمنية في الهول لمعالجة تجنيد داعش وجمع الأموال”.
وأضاف أن “داعش نقل عدد من عائلات عناصر التنظيم من الهول باستخدام شبكات التهريب في محافظتي الحسكة ودير الزور، كما قام بتهريب أسلحة إلى المخيمات في الأشهر الأخيرة”.
ويحذر مسؤولون آخرون من أن مخيم الهول، الذي يضم أكثر من 60 ألفاً معظمهم من النساء والأطفال، قد عزز بالفعل دوره كفاعل رئيسي في الشبكة المالية للجماعة الإرهابية، مما يساعد في نقل احتياطياته النقدية التي تقدر بنحو 100 مليون دولار.
ونقل الموقع عن “ياسمين الجمل” مستشارة الشرق الأوسط السابقة لوزارة الدفاع الأميركية، تصريحها في منتدى افتراضي يوم الثلاثاء: “تحدث أشياء سيئة في الهول… معدل هروب النساء من مخيم الهول والأموال التي تدخل وتخرج من خلال أنظمة مختلفة، تُظهر حقاً أن هناك إرادة حقيقية من جانب داعش وأنصاره لاستخدام الهول مركزاً جديداً وقاعدة عمليات جديدة”.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في مذكرة حديثة أنه “غالباً ما يقوم وسطاء في تركيا بتهريب الأموال إلى سوريا من خلال أنظمة تحويل الأموال الموجودة في المخيمات”.
وتشير المعلومات الاستخبارية الواردة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى أن مجرد تسلل الأشخاص من مخيمات النازحين يمكن أن يكون عملاً تجارياً كبيراً، حيث يتقاضى المهربون 2500 دولار إلى 3000 دولار للفرد، وقد تصل إلى 14 ألف دولار.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للموقع: “كلما طالت مدة بقاء عشرات الآلاف من النازحين دون إمكانية العودة إلى ديارهم، ازدادت صعوبة ضمان سلامتهم من العناصر الإجرامية والإرهابية التي تسعى إلى استغلال سكان المخيم”. وأضاف “من المهم للغاية أن تحدد الدول مواطنيها في المخيم وتعيدهم على عجل”.
في حين استعادت مجموعة من الدول أفراد عائلات داعش خلال الأشهر العديدة الماضية، حذر تقرير حديث للمفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية من أن “العديد من الدول لا تزال مترددة في العودة إلى الوطن على الإطلاق”.
الجدير بالذكر أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد “داعش” أعلن في العام 2019، القضاء على وجود “داعش” كجهة تسيطر على أراضٍ في سوريا والعراق، بعد قضاء التحالف على بؤرة التنظيم الأخيرة في الباغوز، ولقي قسم من عناصر التنظيم حتفه خلال المعارك، واعتقل البعض منهم، إلا أنّ قسماً منهم استطاع الفرار إلى عمق الصحراء ليعيدوا تجميع أنفسهم، وتشكيل خلايا جديدة، تظهر بين لحظة وأخرى لتشن هجماتها، في بعض المناطق شمال شرقي سوريا.
وإن كان الحديث عن “داعش” منذ شهور يقتصر على وجود “خلايا”، فاليوم أصبح وجود التنظيم أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، والاستمرار بالحديث عن وجود “خلايا” فقط، لا يطابق فعلاً ما يجري على أرض الواقع من مؤشرات إلى وجود حقيقي ومتجدد للتنظيم.
عمليات التنظيم اقتصرت منذ وقت غير بعيد على ظهور متخفٍ وسريع، وعمليات سريعة ومحدودة، تلوذ “الخلايا” بعدها بالفرار، إلا أن الظهور العلني الجديد للتنظيم بات يشكل مصدر قلق حقيقي لسكان محافظات الجزيرة السورية (الرقة، ودير الزور، والحسكة).
للاطلاع على التقرير كاملاً اضغط هنا.
“داعش” في سوريا.. من مرحلة “الخلايا” و”النشاط” إلى إعادة “هيبة الدولة”