انتشر بين العائلات السورية تقليد جديد، يتمثل بإنشاء “كروبات” عائلية على مواقع التواصل الاجتماعي، لحل مشكلة التشتت والبعد، حيث غالباً ما تتواجد الأسرة الواحدة في بلدين او ثلاثة وربما اكثر.
وكروب العائلة هو مجموعة مغلقة يتبادل بها أفراد العائلة أخبارهم اليومية والصور والتعليقات الخاصة بالعائلة، يقول سامر لجسر -وهو لاجيء سوري في فرنسا- لدي شقيقتان واحدة في سويسرا والأخرى في بلجيكا، كل واحدة مع عائلتها، هكذا تم توزيعنا من قبل مكتب الهجرة لأننا لم نخرج معا من سوريا، واحتاج بين ست ساعات او سبع ساعات بالسيارة كي ازور إحداهن، وهذا غير متاح الا في السنة مرة واحدة، لذا وجدنا أن كروب العائلة يحل المشكلة، في كل يوم لنا جولة من محادثات والتعليقات بين العائلات الثلاثة نتبادل فيها أخبارنا وتعيد لنا قليلا من الألفة والأجواء العائلية التي افتقدناها”.
بينما يقول زياد وهو لاجيء سوري في ألمانيا، لقد نزحنا من سوريا لكن ابنتي آثرت أن تكمل جامعتها وتبقى لدي بيت جدها، ومع خالاتها، أنشأنا كروب للعائلة على الفيس ونتواصل بشكل يومي، أبي وأمي يفرحون كثيراً برؤية صورنا وخاصة صور الأولاد، ويواكبون كل الغيرات والأحداث التي تجري معنا ونحن أيضا.
ميزة أخرى لفتت إليها سماهر وهي لاجئة في كندا وأنشأت كروب للعائلة الذي يجمعها مع أهلها وبيت حماها في سوريا، تقول بنت حماي تقدمت إلى وظيفة ونحنا على الكروب كنا معها خطوة بخطوة، قدمنا لها نصائح كيف تجري المقابلة وكيف تتصرف، ونجحت في الحصول عليها، تتابع بأن “كروب العائلة فيه ميزات حتى بالتواصل المباشر غير موجوده واشجع كل العائلات التي لم تعمل كروبها الخاصة ان تجرب ».
يشار أن نحو 13 مليون سوري نزحوا منذ اشتعال الصراع قبل حوالي ثمانية أعوام، منهم نحو ستة ملايين و300 ألف سوري نزحوا داخل سوريا، بينما تشتت ما يزيد على ستة ملايين في دول الجوار لبنان الأردن تركيا، في حين اختار آخرون ان يذهبوا إلى أوربا وأمريكا الشمالية و البعض وصل الى البرازيل، وتكاد لا يوجد بلد في العالم الا وفيه لاجئين سوريين.