مراسل درعا : جسر
خسائر فادحة يتوقعها الفلاحون في محافظة درعا أتت على موسم القمح لديهم نتيجة لتوزيع مؤسسات النظام بذار القمح التالف عليهم.
أفاد مراسل جسر أن مؤسسات النظام السوري وبعد فرض سيطرته على محافظة درعا وزعت بذار القمح على الفلاحين بعد الإيعاز لهم عن طريق الجمعيات الفلاحية بالتسجيل على بذار القمح حيث يصل سعر الكيلو غرام الواحد إلى 180 ليرة سورية ليصل سعر الطن الى 180000ليرة سورية.
تفاجأ الفلاحون في المحافظة و بعد عملية الزرع بفترة تكفي لإنبات القمح بأن القمح الذي تم توزيعه هو قمح تالف ومن النوع السيئ و ذلك نتيجة لعدم نمو القمح في المئات او الآلاف من الدونمات التي تم زرعها بمادة القمح التي وزعت من قبل النظام.
تقدم الفلاحون ممن تضرروا نتيجة زراعة القمح التالف بشكوى ضد تلك الجمعيات , و بالنتيجة تمّ إرسال لجان من مراكز البحوث العلمية لتحليل التربة ومعرفة السبب في عدم إنبات القمح، وبعد أخذ ورد وبعد تحليل التربة تمّ الكشف عن السبب وهو نوع التعقيم الذي استخدم في تعقيم البذار، و هو من النوع الصيني الرديء، و الذي أدى بدوره الى موت أجنة بذار القمح.
و بعد مراجعة العديد من الفلاحين تلك الجمعيات من اجل تعويضهم كان الرد من قبل المسؤولين بتعويضهم فقط بسعر البذار الذي تم دفعه من قبلهم و ليسوا مسؤولين عن تدمير حصيلة عملهم وموسمهم، ومصدر رزقهم.
و الجدير بالذكر ان الفلاحين الذين أعادوا زراعة أرضهم بقمح تم شراؤه من تجار الحبوب في المنطقة، حيث يبلغ ثمن الكيلو غرام لدى تجار الحبوب 200 ليرة سورية ليصل سعر الطن الواحد 200000 ليرة سورية.
وبالمحصلة نما بذار القمح الذي مصدره تجار الحبوب بشكل طبيعي، في حين أن الفلاحين اللذين أعادوا زراعة أرضهم بنفس القمح التالف لم ينمو منه شيء , وما يؤكد أن السبب الرئيسي هو في مادة القمح ذاتها و ان الظروف الطبيعية لا علاقة لها بذلك، كما حاول بعض المسؤولين عن البذار الفاسد الترويج له.
أحد الفلاحين رفض الكشف عن اسمه قال لجسر بأن مثل هذه العمليات غالبا ما تخفي فساد اكبر، فمن هي اللجان الى اشترت المعقم، ولماذا تشتري معقم قاتل او منتهي الصلاحية، وسوريا لديها خبرة طويلة وكافية في التخزين والتعقيم، كل هذه المؤسرات تؤكد بأن هناك عملية فساد” واضاف الفلاح ” هذه الفرضية تنطلق من حسن النية، وغير هذا قد يندرج في سياق عملية مقصودة ومدروسة لافقار الفلاحين في منطقة حوارن لاسباب سياسية”.