جسر: خاص:
يخيم هدوء مشوب بالحذر على مدينة جرابلس الواقعة شمال شرق حلب والملاصقة للحدود التركية، بعد ليلة تواصلت فيها الاشتباكات حتى ساعات الفجر، بين جيش أحرار الشرقية وموالين له من أبناء محافظة دير الزور، والشرطة العسكرية مدعومة بفصائل من الجيش الوطني.
التوتر الحاصل في المدينة الحدودية، أسفر حتى الآن عن سقوط 3 قتلى، وعدد غير محدد من الجرحى معظمهم لعناصر من الفصائل العسكرية المختلفة، فيما سيطرت الشرطة العسكرية على المقر الرئيسي لجيش أحرار الشرقية الواقع في المدخل الغربي لمدينة جرابلس.
تتفق معظم روايات الناشطين أن الأزمة اندلعت في معبر “عون الدادات” الفاصل بين بين مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة المعارضة، ومدينة منبج الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، عندما قتل عناصر من فصيل أحرار الشرقية عنصر بالفرقة التاسعة يدعى “أبو عبيدة تاسعة” مما استدعى تدخل قوات الشرطة العسكرية ومطالبتهم لأحرار الشرقية بتسليم قتلة أبو عبيدة.
ويقول الناشط الإعلامي أبو البراء جرابلس في تصريح خاص لـ “جسر” إن :”قتل أبو عبيدة تاسعة من قبل أحرار الشرقية جاء كأخذ الثأر منه، بسبب قتله لعنصر من أحرار الشرقية قبل مدة شهرين بخلاف سابق”.
ويضيف الناشط أبو البراء: “بعد ساعات فقط من مقتل أبو عبيدة تدخل رئيس فرع الشرطة العسكرية في جرابلس، راكان عسس، وطالب أحرار الشرقية بتسليم قتلة أبو عبيدة فوراً مهدداً باتخاذ إجراءات بحق أحرار الشرقية في حال عدم امثالها للقرار”.
لكن فصيل أحرار الشرقية، بحسب أبو البراء، لم يمتثل لمطالبة الشرطة العسكرية بل اقتحم، مساء أمس الجمعة، مقراً للشرطة العسكرية في المدينة، وقتل عنصراً منهم يدعى راكان الحافي المنحدر من مدينة المليحة في الغوطة الشرقية، وأصاب آخرين بجروح .
وقد أظهر مقطع مصور التقطته كاميرة مراقبة عناصر تابعين لأحرار الشرقية، وهم يجهزون على راكان الحافي بعد إصابته.
ودفعت تلك التطورات الشرطة العسكرية لتطلب مؤازرة من فصائل الجيش الوطني في هجومها على مقرات جيش أحرار الشرقية، حيث يؤكد أحد سكان مدينة جرابلس لـ “جسر” أن عناصر من جيش الإسلام وقوات من الفيلق الأول الذي ينضوي جيش احرار الشرقية فيه، ومن بينها فرقة السلطان مراد شاركت في عمليات الهجوم على مقرات أحرار الشرقية .
ويوضح الناشط أبو البراء أن عمليات الهجوم على مقرات احرار الشرقية تمت بعد منتصف ليل الجمعة واستمرت حتى فجر السبت، حيث استخدمت فيها المدافع الرشاشة الثقيلة والقذائف الصاروخية،
وحسب شهود فإن عنصراً من جيش أحرار الشرقية قد قتل خلال تلك الاشتباكات، وأصيب آخران بجروح، فيما سلمت باقي المجموعات التابعة لشرقية داخل جرابلس نفسها للشرطة العسكرية.
وقد حاولت “جسر” التواصل مع أحد الناطقين باسم جيش أحرار الشرقية للوقوف على وجهة نظرهم، لكنها لم تحصل على أي رد.
يذكر أن العلاقات توترت في الآونة الاخيرة بين فصيلي أحرار الشرقية وجيش الشرقية من جهة، وغالبيتهم من دير الزور، مع فصائل من شمال وجنوب سوريا، وتشير تسريبات غير مؤكدة إلى نية تركية بحلّ فصيل أحرار الشرقية على خلفية تحقيقات أميركية بارتكابه جرائم حرب محتملة، وضمه عناصر سابقين في تنظيم داعش، والاتجاه إلى تصنيفه منظمة “إرهابية”.