جسر – دير الزور
كشف مراسل صحيفة “جسر” في دير الزور نقلاً عن مصدر عشائري، تفاصيل عن أسباب ومجريات اعتقال الشرطة العسكرية الروسية لـ “إبراهيم الهفل” قائد ما يسمى “جيش العشائر”، و”نواف البشير” زعيم ميليشيا عسكرية موالية لإيران في دير الزور.
وقال المصدر العشائري لمراسلنا إن عملية اعتقال “الهفل” و”البشير”، جاءت على خلفية مشاجرة وتحشيد عشائري بين رجالهما، عقب المجزرة التي ارتكبت في قرية الدحلة بريف دير الزور الشرقي، والتي راح ضحيتها 11 شخصاً بينهم أطفال ونساء.
مقطع فيديو يثير التوتر
خلال حديثه مع مراسل “جسر”، أكد المصدر أن مترجماً لدى الميليشيات الإيرانية في دير الزور سلم “نواف البشير” مقطعاً مصوراً يظهر عناصر تابعين لما يسمى “جيش العشائر” الذي يقوده الهفل، وهم يقومون بقصف قرية الدحلة بالريف الشرقي لدير الزور، وكان نتيجة القصف مقتل عدد من أبناء قبيلة البكارة التي ينتمي إليها “البشير”.
وأوضح أنه وبعد وصول المقطع إلى “البشير” قام على الفور بتهديد “إبراهيم الهفل” بالثأر لمقتل عدد من أبناء قبيلته بالقصف الذي نفذه مقاتلوه، مما أدى إلى توتر كبير بينهما، استدعى تدخل القوات الروسية التي اعتقلتهما ونقلتهما إلى قاعدة “حميميم” بريف اللاذقية.
وذكر المصدر العشائري، أن القوات الروسية في قاعدة “حميميم” حققت في المجزرة التي وقعت في قرية الدحلة في شرقي دير الزور، حيث أقسم “إبراهيم الهفل” أن عناصره لم يقصفوا القرية وإنما طلب منهم الحضور للتصوير فقط، مؤكداً أن الإيرانيين هم من قصفوا القرية وظهور عناصره في المقطع المصور كان لغرض التصوير فقط، وبطلب من الإيرانيين.
اتفاق مبدئي بين “الهفل” و”البشير”
وأشار المصدر إلى أن “الهفل” أصبح متأكداً أن الإيرانيين يريدون بث الفتنة بين قبيلتي العكيدات والبكارة، لكنه في المقابل رفض تحمل وزر دماء ضحايا مجزرة الدحلة، ووافق على دفع الدية وفق المبدأ العشائري في التعامل مع القتل بالخطأ.
كما أكد المصدر أن زعيم الميليشيا العسكرية الموالية لإيران “نواف البشير” وافق على حل الخلاف مع “إبراهيم الهفل” بشرط عدم تنفيذ أي عمليات قصف على المناطق التي يقطنها أبناء قبيلة البكارة في الضفة الشرقية من نهر الفرات.
وينتشر أبناء قبيلة البكارة في الضفة الشرقية من نهر الفرات، أي في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”.
الابتعاد عن إيران
خلال تواجده في قاعدة “حميميم”، طلبت القوات الروسية من “إبراهيم الهفل” الابتعاد عن الإيرانيين في المنطقة، مقابل دعم روسي له، ومساعدة ما يعرف بـ “جيش العشائر” في عملياته ضد “قوات سوريا الديمقراطية”، وفق ما كشف المصدر العشائري لمراسل صحيفة “جسر”.
المصدر أكد أيضاً أن “إبراهيم الهفل” لم يعطِ موافقة فورية للروس بالابتعاد عن الإيرانيين، قائلاً إن هناك ملفات متشابكة معهم في دير الزور ويجب العمل على حلها أولاً.
ونوه أن القوات الروسية أبقت نائب “إبراهيم الهفل” ويدعى “سليمان العكيدي” رهن الاعتقال إلى أن يعطي الأخير قراره النهائي للروس، والعكيدي يعتبر صلة وصل “الهفل” مع الإيرانيين، لكونه يتحدث اللغة الفارسية.
وأكد المصدر أن القوات الروسية أفرجت عن “إبراهيم الهفل” و”نواف البشير” في الساعة العاشرة من مساء أمس السبت، وعادا إلى محافظة دير الزور في شرقي سوريا.
صراع نفوذ إيراني روسي
واعتبر المصدر العشائري بتصريحاته لمراسلنا، أن القوات الروسية استغلت التوترات الأخيرة في دير الزور لاكتساب نقاط في التنافس مع الطرف الإيراني في المحافظة.
ولفت إلى أنه وفي حال انسحب “الهفل” من تحالفه مع طهران فإن ذلك سيكون ضربة كبيرة لنفوذ الميلشيات، التي لن تقبل بخطوة “الهفل” إن حصلت وستعمل على معاقبته بشدة.
وأردف أن ما زعمته “قسد” بأن اعتقال القوات الروسية لـ “إبراهيم الهفل” كان مطلبها الرئيس خلال اجتماعمها مع قائد القوات الروسية في سوريا قبل أيام في مطار القامشلي، غير صحيح.
ورأى أن الدليل على ذلك سيكون في الفترة القادمة، حيث ستزداد هجمات “الهفل” ضد “قسد” ولكن بدعم روسي، كما سيشارك البشير بهذه الهجمات بعد أن طلب أن يختص بمناطق انتشار قبيلته (البكارة)، وأن تكون عمليات “الهفل” في مناطق انتشار قبيلته (العكيدات).