جسر: خاص:
اندلعت المظاهرات المنددة باﻻحتلال اﻹيراني لقرى ريف دير الزور عقب صلاة الجمعة اليوم، وتوافد المتظاهرون من جهات ريف ديرالزور الشرقي والغربي إلى بلدة “العزبة” التي حُددت قبل أيام كنقطة للتظاهر في “جمعة شهداء الصالحية” كما اتفق المتظاهرون على تسميتها، في إشارة لشهيدي مظاهرات الجمعة الماضية التي طالبت بعودة القرى التي تحتلها إيران.
وبذلت قوات سوريا الديمقراطية جهوداً مكثفة للحيلولة دون اندلاع المظاهرات، عبر قطع الطرقات ونصب الحواجز ونقاط التفتيش، وتوجيه وفد إلى العزبة لحضور صلاة الجمعة، ومطالبة الخطباء بإقناع المتظاهرين بالتهدئة، إلا أن ذلك لم يجدي شيئاً ولم يفلح في ثني المتظاهرين عن عزمهم.
واستطاع المتظاهرون الاجتماع بعد أن تقطعت بهم الطرقات، وتظاهروا منددين باﻻحتلال اﻹيراني، ومطالبين بطرد الميليشيات اﻹيرانية وقوات النظام من قراهم، التي يطالبون بحقهم بالعودة إليها.
وهتف المتظاهرون ضد الميليشيات اﻹيرانية ونظام اﻷسد ولم يكتفوا بالمطالبة بتحرير قراهم من الاحتلالين، بل أبدوا استعدادهم للتكفل، ليس بتحرير قراهم فقط، بل بتحرير عموم سوريا من الميليشيات اﻹيرانية، أمام تلكؤ التحالف وإحجام قوات سوريا الديمقراطية.
وعبرت بعض اللافتات عن غضب المتظاهرين وأهالي القرى المحتلة واستعدادهم لحمل السلاح في سبيل تحرير قراهم إن لم يتحرك التحالف الدولي.
فيما حمل أهالي قرية خشام مسؤولية التحرير للتحالف وشركائه في قوات سوريا الديمقراطية بصفتهما سلطات اﻷمر الواقع في المنطقة.
واستلهم المتظاهرون روح الثورة اﻷولى وشعاراتها، ورفعوا لافتات عن “سوريا الجميلة” دون اﻷسد والميليشيات اﻹيرانية.
وأمام انكفاء البعض ويأس اﻵخر، أصرّ “ثوار ديرالزور” كما وصفوا أنفسهم على أن “الثورة السورية مستمرة رغم كل الكبوات”، ووجهوا رسالة عبر لافتاتهم إلى “ثوار سوريا” كما تقول إحدى اللافتات.
إدلب كانت حاضرة أيضاً، تُظهر الصور الواردة من المظاهرة لافتة بسيطة، يتناوب المتظاهرون على حملها والتقاط الصور معها، تقول اللافتة كلمات غاية في البساطة والدلالة: “إدلب الخضراء، نحن معكم”، ويظهر علم الثورة مرسوماً في زاويتها.
التأكيد على استمرار الثورة “اﻷروع” وفق المتظاهرين، ترافق مع التأكيد على سلميتها، وقالت إحدى اللافتات: “ثورتنا سلمية وهي أروع الثورات في التاريخ وستكون مدرسة ﻷحرار العالم كله”، هذه اللافتة أيضاً، تناوب المتظاهرون على حملها كحال ما فعلوه بلافتة إدلب.
أحرار ديرالزور وثوارها، كما وصفوا أنفسهم، طالبوا بتحرير قراهم وعموم سوريا من الاحتلالين اﻷسدي واﻹيراني، ووجهوا رسالة لسلطات اﻷمر الواقع شرق الفرات؛ أنهم حاضرون أعصياء على التهميش أو التجاهل، ورسالة أخرى لثوار سوريا أن الثورة اﻷروع مستمرة، ويعبرون عن تضامنهم مع أخوتهم في الوطن والثورة في إدلب.
نترككم مع بقية الصور