جسر – صحافة
تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن أربعة أسباب حاسمة قد تجعل من الحرب الروسية على أوكرانيا مختلفة تماماً عن تلك التي خاضتها في سوريا، لافتةً إلى أنه على الرغم من كون انتصارها على الأخيرة شجعها على غزو أوكرانيا، إلا أن موسكو باتت تدرك اليوم أن سوريا ليست أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن سوريا باتت تحظى اليوم باهتمام دولي أكبر مما كان عليه في السابق بسبب الحرب الأوكرانية، وخاصة بعد الأخبار التي تفيد بتعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائد قواته السابق في سوريا، قائداً لحرب أوكرانيا.وأشارت إلى أن المجتمع يتفق على أن الفظائع التي ارتكبها الروس في سوريا كانت عرضاً مسبقاً لما نشاهده اليوم في أوكرانيا.
تدوير النخبة
يمكن لروسيا أن تخفي عيوبها في سوريا لكن ليس في أوكرانيا. ويكمن الاختلاف الأول بحسب رأي الصحيفة، في ما قاله المبعوث الأميركي السابق لسوريا جويل رابيون حول “عدم قدرة القوات الروسية على تدوير النخبة من قواتها في أوكرانيا كما فعلت سابقاً في سوريا”.
وقال رايبون إن “العدد المحدود من القوات التي أرسلتها موسكو إلى سوريا؛ مكّن القوات الروسية من تدوير نخبة قواتها هناك، وبالتالي قدرتها على إخفاء عيوبها”، بينما لم تستطع فعل ذلك في أوكرانيا بسبب العدد الكبير من الجيش الروسي الذي تم إرساله إلى هناك، ويقدر بين 100 ألف و200 ألف مقاتل.
وأوضح رايبون أن القوات البرية والأرتال العسكرية التي أرسلتها روسيا إلى محاصرة كييف كانت تعمل بذكاء ضعيف، مما جعلها هدفاً سهلاً للقوات الأوكرانية، بينما اقتصر دورها في سوريا غالباً على تقديم الدعم الجوي. وأشار إلى أن المؤسسات الروسية تعاني من قصور شديد في التوظيف والتجهيز والقيادة والتشغيل.
حكومة موحدة في أوكرانيا
بالنسبة السبب الثاني، فبينما وقفت روسيا في سوريا مع حكومة مركزية بقيادة بشار الأسد ضد جماعات معارضة أمست مشتتة بمرور الوقت، تواجه الآن حكومة مركزية موحدة في أوكرانيا.
وأضافت أن الأسد أطلق حملة إعلامية وصف فيها معارضيه بأنهم ارهابيون وحلفاء لداعش؛ بما في ذلك المتظاهرين السلميين، والتي أدت الى حدوث انقسامات بين عشرات المجموعات المعارضة، والتي غطت بدورها على جميع مطالب الثورة الأولى بالحرية.
أما في أوكرانيا، فالأمر يختلف، فمنذ أن سيطر الجيش الروسي على القرم في 2014، بدأت أوكرانيا بتعزيز قواتها ودفاعاتها، إضافة إلى اختلاف النظرة الشعبية باتجاه الرئيس فلاديمير زيلنيسكي، واعتباره الرئيس القوي الموحد للبلاد.
الأوكرانيون أفضل تسليحاً
واعترفت الصحيفة بأن الدعم العسكري المقدم للأوكرانيين أكبر بكثير من ذلك الذي قدمته الولايات المتحدة وحلفائها للمعارضة السورية بعد سنوات من الحرب، وليس منذ بدايتها كما هو الحال في أوكرانيا.
وأضافت أن الروس كانوا يواجهون مشاة خفيفة في الغالب في سوريا، وليس أسلحة ثقيلة، لافتةً الى غياب منظومات الدفاع الجوي تقريباً على عكس ما هو الحال في أوكرانيا، والتي أساء الجيش الروسي تقدير أنظمتها الجوية، وقدرة حملته الجوية على تدميرها.
وأشارت إلى أن الأوكرانيين حققوا نجاحاً مفاجئاً باستخدام الطائرات التركية من دون طيار المعروفة باسم “بيرقدار”.
بنية تحتية لتدفق المساعدات
وذهبت الصحيفة في الاختلاف الرابع إلى الرأي الذي قدّمه مدير الدفاع المدني في سوريا والمعروفة باسم “الخوذ البيضاء” رائد الصالح.
وقال الصالح إن” أوكرانيا لديها بنى تحتية جاهزة لتلقي المساعدات بينما استغرق الأمر سنوات في سوريا”. وأضاف الدعم والموارد في سوريا شيء مختلف تماماً، لافتا إلى أن إنشاء الموارد والمنظمات غير الحكومية استغرق سنوات عديدة.
وأشار إلى أن الدفاع المدني والذي قدّم الإخلاء والإجلاء للمدنيين في سوريا يقوم اليوم بإعداد سلسلة من المقاطع المصورة التي من شانها أن تقدم النصائح للأوكرانيين حول كيفية النجاة من الهجوم الروسي.
المصدر: موقع المدن