جسر: خاص:
لا تلبث الحرائق أن تنطفئ في حقل من حقول ريف الرقة حتى تشتعل في حقل أخر ملتهمتةّ معها محصول القمح والشعير قبل أيام فقط من حصاده.
وقد بدأت موجة الحرائق في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني من حقول الرقة منذ نحو عشرة أيام، في مناطق متفرقة من ريفي مدينتي تل أبيض وعين عيسى، وبدأ الفلاحون يسابقون الزمن بحصد محصولهم رغم عدم نضوجه بشكل كامل خوفاً من وصل الحرائق المستمرة إليه.
وقد تجاوزت الحرائق في الأيام الماضية مناطق سيطرة الجيش الوطني حيث امتدت لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الرقة والحسكة، فيما بدأت النيران تقترب من الحقول المحيطة بمدينة رأس العين شمال الحسكة، حيث تخضع المدينة أيضاً لسيطرة الجيش الوطني ضمن ما يعرف بمنطقة نبع السلام الخاضعة للنفوذ التركي والتي سيطرت عليها فصائل الجيش الوطني والقوات التركية في شهر تشرين الثاني من العام الماضي.
وتواجه المجالس المحلية في منطقة نبع السلام انتقادات لاذعة من أهالي وناشطي المنطقة، متهمين المسؤولين بتراخي والتقاعس عن مكافحة الحرائق، وخصوصاً أن الناشطين قد أطلقوا عشرات التحذيرات للحد من انتشار موجه الحرائق قبل قدومها في شهر أذار نيسان الماضيين، حيث كان الناشطين يتوقعون موجة حرائق مماثلة للتي حصلت في العام الماضي.
ويقول الناشط المدني ماهر شدو إن سيارات وكوادر الإطفاء التابعة للمجلس المحلي والعاملة في مدينة تل أبيض تكاد أن تعد على أصابع اليد الوحدة، ويتسأل شدو عن خطة الطوارئ التي من المفترض أن يعدها المجلس المحلي والمدرك تماما لحجم الكارثة التي تحل بالأمن الغذائي في المنطقة.
ويحمل شدو المجلس المحلي المسؤولية الكاملة عن كارثة الخسائر التي يتكبدها الفلاحين بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. ويتابع متسائلاً : ” لماذا لا يدخل الدفاع المدني السوري المشهود له بكفاءته في التعامل مع حالات الحرائق للمنطقة وهو الذي طلب في العام الماضي من قوات سوريا الديمقراطية الدخول إلى مناطقه للمساعدة بمكافحة الحرائق التي كانت تلتهم معظم حقول مناطق سيطرتهم في شمال شرق سوريا.
وتتهم المجالس المحلية وفصائل الجيش الوطني والناشطين الموالين لهم قوات سوريا الديمقراطية بالمسؤولية عن الحرائق من خلال قصفها بقذائف الهاون للحقول أو إطلاق النار بواسطة الرشاشات الثقيلة باتجاه مناطق سيطرة الجيش الوطني.
ويستند المتهمون بدعوتهم بدليل انتشار الحرائق بشكل مكثف ورئيسي ضمن المناطق القريبة من محاور الاشتباك والتماس بين القوتين من جهة مناطق سيطرة الجيش الوطني.
فيما يرى آخرون أن مسببات الحرائق طبيعية تعود لارتفاع درجات الحرارة مع بداية دخول فصل الصيف، ومن الممكن ان تغذيها وتزيد من انتشارها أطراف مختلفة على راسها “قسد”، كنوع من الضغط على الجيش الوطني والحكومة التركية المتنفذة في المنطقة.