جسر: إدلب-حلب:
تصاعدت وتيرة الاشتباكات المستمرة منذ مساء أمس في محيط وداخل بلدة كفروما؛ في ظل قصف عنيف من قبل الطيران الحربي الروسي، ومطالبات من قبل القوات البرية المقتحمة بقصف المدينة بصواريخ أرض-أرض، حيث شن المدافعون عن المدينة صباح اليوم هجوما معاكسا على المواقع التي احتلتها قوات النظام بعد انسحابهم منها، واستعادوا السيطرة على بعضها، موقعين خسائر فادحة في صفوف القوات الغازية، قبل معاودة اﻻنسحاب، في ما يشبه حرب الشوارع بحسب المصادر المحلية.
وفي “حيش”، تمكنت فصائل المعارضة أمس، من التصدي لمحاولة تقدم قامت بها مجموعة من عناصر قوات النظام، ما أدى لمقتل عناصر المجموعة بالكامل. وكانت الفصائل قد دمرت دبابة لقوات النظام بعد استهدافها بصاروخ موجه في بلدة خان السبل على الطريق الدولي M5، والتي دخلتها عصر أمس بعد سيطرتها على معصران وتل الشيخ وخربة مزن والصوامع، شمال شرق المعرة، التي تحاول الميليشيات تطويقها.
وبغطاء من الطيران الحربي الروسي، تحاول قوات النظام والميليشيات اﻹيرانية التمدد شمالا على الطريق الدولي باتجاه سراقب، وغربا ﻹحكام سيطرتها عليه وتطويق معرة النعمان والنقطة التركية في معرحطاط. وبعد دخول قوات النظام بلدة الدانا شمال غرب المعرة، واصل الطيران الحربي الروسي هجماته إلى الغرب منها في جبل الزاوية؛ فاستهدف بعدة غارات قرى وبلدات “بزابور، كفرنبل، حاس، شنان”، حيث قتل في اﻷخيرة مدنيين اثنين أمس، والمتطوع في الدفاع المدني عثمان العثمان في “سرجة” اليوم.
وأمام تقدم القوات الغازية باتجاهه، شهد جبل الزاوية أمس حالة من اﻻستنفار أعلنها أحمد عيسى الشيخ، قائد “صقور الشام”، أهم فصائل المنطقة. ووجه الشيخ كلمة استنفر فيها المقاتلين والفصائل داعيا إياهم لمواجهة قوات النظام والميليشيات اﻹيرانية والروسية المتحالفة معها.
وبالتزامن مع المعارك المحتدمة، والقصف العنيف الذي تشهده أرياف إدلب الجنوبية والشرقية، أفادت مصادر محلية، أن رتلا من التعزيزات التركية دخل اﻷراضي السورية ليل أمس من معبر كفرلوسين، وضم ما يقارب 150 ألية بينها 14 دبابة ومجنزرات وصهاريج وبرادات. وأشارت المصادر، أن الرتل اتجه جنوبا مرورا بسرمدا وصولا إلى الريف الشرقي ﻹدلب، ليستقر فجر اليوم في صوامح الحبوب في محيط مدينة سراقب غرب الطريق الدولي، حيث تعرضت المدينة ليلا لغارات بالصواريخ الفراغية شنها الطيران الحربي الروسي.
وإلى الشمال من سراقب، وعلى الجهة الشرقية من الطريق، وبعد استقرار الرتل التركي في الصوامع، قصفت نقطة المراقبة التركية مواقع الميليشيات اﻹيرانية في محيط سد شغيدلة حيث تقيم إيران نقطة مراقبة لها في ريف حلب الجنوبي، ردا على استهداف اﻷخيرة النقطة التركية في الراشدين من مواقعها في اﻷكاديمية العسكرية حيث النقطة اﻹيرانية غرب حلب، لتعاود الميليشات قصف العيس من شغيدلة. فيما استهدفت الطائرات الحربية الروسية بلدتي زيتان والزربة الواقعة على الطريق الدولي إلى الشمال من النقطة التركية في العيس.
وأمام الخسائر الفادحة في صفوفها وعتادها، والتي بلغت، بحسب مصادر محلية، أربعين قتيلا وعشرات الجرحى، إضافة ﻹعطاب دبابتين، إثر تصدي مقاتلي الفصائل لمحاولتها التقدم على محوري الصحفيين وجبل شويحنة؛ استقدمت الميليشيات اﻹيرانية أمس تعزيزات جديدة من البوكمال وديرالزور إلى جبهات ريف حلب الغربي، ضمت أعدادا من المقاتلين والمدرعات.
وبالتزامن مع المواجهات العنيفة، أغارت الطائرات الحربية الروسية اليوم على قرى بشنطرة وعنجارة والهوتة في ريف حلب الغربي؛ ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح آخرين.
من جانبها، حذرت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء، من عزمها على اتخاذ إجراءات ضد نظام الأسد وأي دولة تدعم الهجمات التي يشنها على إدلب وحلب، في حال عدم وقف إطلاق النار. وقال وزير الخارجية “مايك بومبيو” في بيان له إن بلاده “مستعدة لاتخاذ أقوى الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية ضد نظام الأسد وأي دولة أو فرد يدعم أعماله الوحشية”، مدينا الهجمات “غير المبررة” ضد سكان شمال غرب سوريا، داعيا إلى “وقف فوري لإطلاق النار والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المناطق المتضررة”.