جسر-مراسل حلب:
تتميز منطقة ريف حلب الجنوبي بموقع جغرفي مهم، حيث تتوسط ثلاث محافظات “حلب وحماة وإدلب” ، وفيها أراضي سهلية واسعة وصالحة للزراعة وخصوصا”سهل المطبخ” الذي يمر منه نهر قويق القادم من مدينة حلب .
واتخذت الميليشيات الإيرانية من جبل عزّان قاعدة لها في المنطقة الهضبية الواقعة جنوب حلب, حيث يشرف على محافظة إدلب غرباً، ومعامل الدفاع في السفيرة شرقاً ويتصل بجبل الحص جنوبا عبر سلسلة من الجبال الصغيرة، بالإضافة لقربه من مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي.
وتعد بلدة “الحاضر” من أكبر المناطق بجنوب حلب من الناحية السكانية والتي سيطرت عليها ميليشيات النظام في أواخر عام ٢٠١٥ بدعم جوي روسي ، حيث يبلغ عدد سكانها قرابة 30الف نسمة وفيها تل جنوب البلدة، وظهر قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني”، في البلدة محمولاً على أكتاف عناصر مليشيا “النجباء” العراقية التي شاركت في الحملة البرية على المناطق المحررة متذرعة بفك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين، وتتخذ الميليشات من تل الحاضر والمشفى والمنازل المحيطة بها مقراً لعناصرها، وخصوصاً من حركة النجباء العراقية ذات الوجود الأكبر في منطقة ريف حلب الجنوبي .
كما تسيطر قوات من الميليشات الإيرانية على تلتي ” البكارة والبنجيرة” والتي تقع جنوب بلدة الحاضر بضع كيلومترات بالقرب من قرية كفر حداد، وهي من القواعد الاستراتيجية التي تشرف على سهل المطخ غرباً، ويوجد فيها مرابض للدبابات والمدفعية الثقيلة، وإلى الخلف منها في سهل ” ذاذين” تتموضع راجمات صواريخ، ومن هذه القاعدة انطلقت عمليات إيران في احتلال منطقة شرق سكة الحديد العام الماضي، كما ويوجد أيضاً في قرية “الحميدي” جنوب شرق بلدة الحاضر مرابض براجمات الصواريخ التي تستهدف منها المناطق المحررة في جنوب وغرب حلب وشرق إدلب.
بالاضافة إلى ذلك تحتل الميليشيات الايرانية قاعدة “سد شغيدلة” شمال شرق بلدة الحاضر ب2كم، وتعتبر القاعدة موقعاً استراتيجياً للميليشيات لوقوعها في مناطق محصنة فيها أبنية كانت قد أعدت لمشروع ري منطقة ريف حلب الجنوبي من خلال عنفات نهر الفرات التي توقفت عام 2011، وتربط هذه القاعدة بين الحاضر وجبل عزان وهي نقطة دفاع متقدمة عن القاعدة الإيرانية في جبل عزان من جهة الجنوب الغربي، وتتمركز فيها مدفعية ثقيلة وقواعد صواريخ حرارية ومدافع هاون وفوزديكا.
ومن القواعد في ريف حلب الجنوبي قاعدة تلة الأربعين، وهي تلة مرتفعة تقع بين تجمع قرى عدة “بردة وكفر عبيد وقريحة” وتشرف على سهل تل الضمان وعلى مرتفعات جبل الحص الغربية،واتخذت منها حركة النجباء الشيعية العراقية قاعدة لها.
تحاول إيران جعل منطقة ريف حلب الجنوبي منطقة نفوذ خالصة لها وبشكل دائم تقوم بتعزيز ها بكافة أنواع الأسلحة وخصوصاً منصات الدفاع الجوي وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، ومنطلقاً لعملياتها العسكرية في مختلف مناطق سوريا.
Envoyé de mon iPhone