جسر – متابعات
لا تكاد تهدأ الحرب في إدلب، حتى تعود روسيا ومعها نظام الأسد لقرع الطبول التي وصل صداها إلى أنقرة، حيث عززت من قواتها على حدودها الجنوبية وفي مناطق تمركزها داخل الأراضي السورية، وذلك قبل أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في 29 من أيلول الجاري.
الرئيس التركي أعلن بعد أدائه صلاة الجمعة في أحد مساجد إسطنبول أنه ينتظر الكثير من فلاديمير بوتين قائلا: ننتظر الكثير من الرئيس الروسي ولا سيما أن النظام السوري يشكل تهديدا على الحدود الجنوبية لبلادنا”.اللقاء المرتقب بين الزعيمين ليس الأول الذي يطرأ بعد تصعيد روسي على شمال غربي سوريا، أما النتائج فعادة ما تكون تهدئة، يخرقها ضجيج الطيران الحربي الروسي وصواريخ قوات النظام التي تقيس تقدمها الميداني عقب كل تصعيد وهدنة بالأمتار في إدلب.
تهديد روسي
قبل أيام قليلة من اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والتركي هدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعمل عسكري ضد إدلب، وجاء ذلك في كلمة لـ”لافروف” خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة نيويورك، السبت، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وزعم “لافروف” أن “روسيا تستخدم القوة العسكرية في سوريا ضد الإرهابيين، بناءً على القرار رقم 2254 الصادر من مجلس الأمن والقاضي بمكافحة الإرهاب بحزم في سوريا”.
كذلك، جدّد “لافروف” تهديد بلاده بوقف إيصال المساعدات الأممية إلى شمال غربي سوريا – عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا – في حال عدم التعاون مع نظام الأسد.
وأضاف أنّه “ثمة بؤرة إرهابية واحدة متبقية في سوريا وهي إدلب، ولا مشكلة بمكافحة الإرهاب هناك”، مهدّداً بأنّ “روسيا لن تتسامح مع الهجمات التي يشنها الإرهابيون من هناك على القوات الروسية وقوات نظام الأسد”، وفقاً لزعمه.
إدلب.. حروب روسية صغيرة
يعلن نظام الأسد مراراً وتكراراً نيته السيطرة على إدلب وباقي المناطق الخارجة عن سيطرته، وفي اجتماع نادر جمع بوتين وبشار الأسد في الكرملين االأسبوع الماضي، وصف بوتين استمرار وجود القوات الأجنبية غير المصرح بها من قبل حكومة الأسد بأنه “المشكلة الرئيسية” لسوريا ، وهو الأحدث في سلسلة من المطالب الروسية لتركيا والولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب.
في حين أرسلت تركيا مزيدا من القوات إلى شمال غربي سوريا قبل عقد اجتماع حاسم مع قادة روسيا وإيران الأسبوع المقبل، في تأكيد منها على صد هجوم على شمال غربي سوريا.
وقالت إيلينا سوبونينا الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط لـ معهد واشنطن للدراسات، إنه مع قيام القوات التركية بدور الردع، فإن أقصى ما يمكن لقوات النظام فعله هو استعادة الأراضي خطوة بخطوة.
وأضافت”لم تتغير الأمور بشكل أساسي على الرغم من أنه قد تكون هناك جهود لاستعادة بعض المناطق المحددة”.
تنتهج روسيا سياسة القضم والتقدم خطوة بخطوة مستخدمة الحروب الصغيرة على شمالي غربي سوريا يعقبها اتفاق لوقف إطلاق النار يعزز المواقع التي يسيطر عليها النظام بدعم جوي وعسكري منها.
المصدر: تلفزيون سوريا