جسر: متابعات:
تبحث مليشيا “حزب الله”، بالتنسيق مع “الفرقة الرابعة” ودوريات من “المخابرات الجوية”، عن جثث قتلى عناصر الحزب ممن قتلوا ودُفنوا في الغوطة الشرقية، خلال المعارك مع فصائل المعارضة، بين عامي 2013 و2018.
ونقلت صحيفة المدن اللبنانية، عن مصدر اسمته بعسكري: إن “الفرقة الرابعة” عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث لعناصرها وعناصر من “حزب الله” على أطراف بلدة دوما.
وفي 22 آب/أغسطس، نفذت مجموعات تتبع لـ”الفرقة الرابعة” انتشاراً واسعاً على الطريق بين دوما وحرستا في الغوطة الشرقية، في المنطقة المعروفة باسم “أرض كرم الرصاص”، تزامناً مع إغلاق الطريق الوحيد المؤدي إلى دمشق، واستقدام كلاب بوليسية وعناصر من “حزب الله”، إثر اكتشاف المقبرة التي تضم جثث مقاتلين من الحزب والرابعة، بحسب المدن
وأضافت: استمر انتشار عناصر الحزب والرابعة في المنطقة، لأكثر من 5 ساعات، جرى خلالها انتشال جثث، بالتزامن مع فرض طوق أمني كبير في الطرقات المؤدية للمنطقة لمنع اقتراب المدنيين وحتى العسكريين من قوات النظام.
وتفاوض حزب الله مع قادة سابقين في “جيش الإسلام” ممن أجروا “تسوية وضع” وبقوا في الغوطة، للحصول على معلومات حول أماكن دفن مقاتلي الحزب في الغوطة الشرقية، مقابل إيصالهم إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري، وتجنيبهم حملات الاعتقال والتحقيق من قبل استخبارات النظام.
ووثقت “المدن”، نقل مليشيا الحزب لأحد القياديين السابقين في “جيش الإسلام”، من الغوطة الشرقية إلى ضاحية بيروت الجنوبية، للتحقيق معه حول مناطق دفن قتلى الحزب في منطقة البحارية على أطراف الغوطة. الحزب نقل القيادي بعد ذلك إلى الشمال السوري، عبر معبر العيس في ريف حلب الجنوبي، بين مناطق المعارضة والنظام.
وأكدت المدن إن حالات الاعتقال بحق قياديي “جيش الإسلام” السابقين، تكررت كثيراً في الأشهر الأخيرة، ليتبين نقلهم جميعاً إلى ضاحية بيروت الجنوبية للتحقيق معهم. ومنهم من فضل الخروج نحو مناطق المعارضة بعد التحقيق، ومنهم من قرر البقاء في لبنان و”تسوية وضع” مع السلطات اللبنانية، بإشراف “حزب الله”، مفضلين عدم العودة إلى الغوطة.
المليشيات التابعة لإيران في سوريا، كانت قد بدأت منذ تهجير فصائل المعارضة من الغوطة الشرقية في نيسان 2018، عمليات بحث مكثفة عن جثث قتلاها، من جنسيات مختلفة، قضوا في معارك الغوطة الشرقية.
وليست الميليشيات الإيرانية وحدها من تبحث عن جثث مقاتليها في الغوطة، فلا تزال استخبارات النظام حتى اليوم، تستدعي عناصر “التسوية” الذين ثبت قتالهم مع فصائل المعارضة في الغوطة، للتحقيق معهم حول أماكن دفن قتلى النظام.
وشهدت الغوطة الشرقية لدمشق، خاصة في مناطق المرج، معارك عنيفة، كانت المليشيات الإيرانية طرفاً رئيساً فيها، بسبب تمركزها في تلك المناطق منذ 2013.
صوت العاصمة ٣١ آب/ اغسطس ٢٠١٩