جسر: متابعات:
نفى المسؤول عن الحزب الوطني للعدالة والدستور “وعد”، عبد المنعم حميدي، أي علاقة أو ارتباط للحزب مع جماعة “الإخوان المسلمين” السورية، وأكد أن الحزب يمكن أن يضم أعضاء من جميع مكونات المجتمع السوري القومية والدينية والطائفية، “بهدف العمل على انتاج بديل سياسي للنظام”.
جاء ذلك في لقاء للحميدي مع “المدن” عقب افتتاح مكتب حزب “وعد”، في الداخل السوري، أول مكتب له في سوريا قبل يومين، بعد سبع سنوات على تأسيسه، ليكون بذلك أول حزب سياسي سوري معارض يعمل من الداخل السوري منذ عام 2011.
وافتتح الحزب مكتبه في مزرعة بالقرب من بلدة اخترين الواقعة تحت سيطرة “الجيش الوطني” المعارض، المدعوم من تركيا، في ريف حلب الشمالي الشرقي، “لأسباب أمنية” حسب الحميدي، الذي قال إن اختيار مقر الحزب بعيداً عن مراكز المدن والتجمعات الكبيرة يساعد في تقليل المخاطر الأمنية.
وحول الأسباب التي دفعت “وعد” إلى القيام بهذه الخطوة في هذا التوقيت، قال الحميدي: “ما دفعنا لافتتاح مكتب الداخل اليوم، قناعتنا بأن المرحلة القادمة في سوريا هي مرحلة سياسية بامتياز، خاصة مع الهزات العنيفة في بنية النظام، والتحرك الدولي والإقليمي على صعيد ملف الحل الدبلوماسي، وبالتالي فإن علينا كسوريين أن نكون منظمين سياسياً”.
وأضاف “نحن نريد أن نكرس فكرة وجود الأحزاب في مناطقنا، وبالتالي الوصول لحالة سياسية تسمح بانتاج بديل عن النظام”.
ورأى رئيس مكتب الحزب في الداخل السوري، أن ردة الفعل التي تم رصدها على قرار افتتاح المكتب كانت مبشرة بشكل عام، على الرغم من وجود تحديين أساسيين هما:
الأول، نفور اجتماعي من العمل السياسي نتيجة عقود حكم النظام التي حاربت السياسة في المجتمع السوري، وكرست صورة رجل السياسة كانتهازي ومراوغ. والثاني، تصور تشكل لدى البعض خلال السنوات الأخيرة الماضية تجاه الأحزاب، باعتبارها مخالفة للشريعة الاسلامية، “ونحن ندرك أهمية هذين التحديين ونعمل على مواجهتهما وتصحيح التصورات المغلوطة عن السياسة والعمل الحزبي”، يقول حميدي.
ورداً على سؤال حول الموقف من المزاج الشعبي في الداخل من ارتباط الحزب بجماعة “الإخوان المسلمين”، نفى عبد المنعم حميدي بشكل قاطع أن يكون “وعد” حزباً تابعاً أو مرتبطاً بالجماعة. وأكد أنه تم مناقشة هذه النقطة في افتتاح مكتب الداخل قبل يومين والذي حضره العشرات من الشخصيات، مشيراً إلى أن الحزب لديه برنامج سياسي وطني مختلف عن فكر وبرنامج “الإخوان” باعتبارها جماعة اسلامية.
وأضاف “نحن لا نتبع لأي فصيل عسكري أو دولة أو جماعة، ولا علاقة لنا بالاخوان لا تنظيمياً ولا حتى فكرياً، فبرنامج حزبنا يقوم على استقطاب كل مكونات المجتمع السوري القومية والدينية وليس محصوراً بالمسلمين أو العرب”. وقال: “نحن نرحب بأن ينضم إلينا المسلم والمسيحي والسني والشيعي والكردي والتركماني والشركسي… الخ، من دون أي تحفظات على هذا الصعيد، بينما من المعروف أن جماعة الإخوان المسلمين تقتصر في عضويتها على المسلمين السنة”.
حميدي نبه أيضاً إلى أن هناك من يربط مخطئاً بين الحزب الوطني للعدالة والدستور “وعد” وبين تيار “الوعد” الذي أسسه عام 2011 رجل الاعمال المعارض فراس طلاس، “وكذلك توجد إشاعات تتحدث عن ارتباط الحزب بحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، وهذه الشبهات الثلاث تم رصدها من خلال استقراء أجراه الحزب ونؤكد على عدم صحتها”.
وكان حزب “وعد” قد أعلن تجميد نشاطه عام 2014، قبل أن يستأنف العمل في 2019، من مقره في تركيا. وحسب القائمين عليه، فإن قرار افتتاح مكتب للحزب في مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري اتخذ بداية العام الجاري 2020، وكان مقرراً في آذار/مارس الماضي، لكن بسبب أزمة فيروس كورونا تم تأجيل تنفيذه شهرين.
يذكر أنه بعيد سيطرة الجيش الحر وفصائل المعارضة على مناطق واسعة من ريف حلب والمدينة عام 2012، أعلن عن تأسيس بعض الأحزاب السياسية محلياً لكن هذه التجارب سرعان من انتهت ولم يكتب لها الاستمرار.
____________________________________________________________________________________
*نشر في المدن اﻻثنين 1 حزيران/يونيو 2020، لقراءة في المصدر اضغط هنا