جسر: متابعات:
قال المفكر السوري برهان غليون، إن شاباً سورياً كتب له، تعقيبا على قراءته امقاله ( “أزمة الاسلام” وعنف المسلمين)، قائلاً: “انا من النوع الذي تكلمت عنه في مقالك، واميل للعنف لدرجة اني انضممت الى أحد تنظيماته ، وتركته بعد مراجعات دينية وحتى للأسباب النفسية، التي جعلتني اجد فيه مشروع أمة مظلومة، وحنقي على المنظومة الدولية . لكن للآن عندما اشاهد الظلم في العالم على الإسلام والأمم الأخرى أعود وأحن للعنف العشوائي ضد الغرب، بالرغم من اني لم اجد له فائدة. وعمري الآن ٣٤ “.
ورد عليه غليون بالقول:: “هو تماما كما وصفت، عنف عشوائي، أي عبث يعكس انسداد الأفق، وغياب المشروع، والتخبط في ظلمة عالم ظالم ومظلم معا. وهو يؤخر ولا يقدم ولا وظيفة له، كما استخدم في هذا العقد، وفي سورية خاصة، إلا لتبرير تابيد نظم الاستبداد والعنف والفوضى ودحر الشعوب.
الحل في تنظيم قوى الشعوب الهائلة والتفكير ببرنامج يوحد هذه القوى ويشحذ همتها ويسير بها نحو تحقيق اهداف واضحة وايجابية ترد على حاجاتها وتطلعاتها نحو العدالة والمساواة وحكم القانون واحترام الانسان، حياته وعقله، له ولأبنائه، وقبل ذلك تحقيق شروط الحياة الكريمة والعمل، وإطلاق طاقاته الابداعية.
لا ينقص مجتمعاتنا شيئا كي تتقدم ولكن أعداء تقدمها في الداخل والخارج يريدون لها أن تبقى في حالة تخبط لاتقاء ما يعتقدون انه شر توحدها، وليس لديهم وسيلة أفضل لإجهاضها المستمر سوى تفجير العنف والنزاعات الداخلية الطائفية والمذهبية والقبلية والدينية، حتى داخل الطائفة الواحدة كي تظل تنزف وتستنزف طاقاتها جميعا.
وفي اعتقادي كلما نجحنا في التغلب على العنف العشوائي، الذي يدفعنا إليه استفزاز النظم المتسلطة وعنفها، وقوى السيطرة العالمية لتبرير تحييدنا وقمعنا، وكلما نجحنا في ضبط أعصابنا وعملنا على تنظيم وتثقيف وتربية شبابنا وشعبنا، وتصميم ردودنا الفردية والجماعية في نطاق التوافق مع القيم الانسانية والأخلاقية، نكون قد وضعنا قدمنا على الطريق، ومشينا خطوات ثابتة في الاتجاه الصحيح نحو بناء دولة وأمة فاعلة ومنتجة وحرة وشعب من الاحرار. ما عدا ذلك إضاعة للوقت والجهد والتضحية مجانا بالمزيد من ارواح ابنائنا، وأكثر من ذلك صب الزيت على النار التي اشعلها أعداؤنا ولا يتوقفون عن إزكائها لحرقنا”.
وكان جواب الشاب إنه هذا النوع من التفكير ليس موجوداً بعد في المجتمع السوري في الداخل، لكنه ” ولكنه سوف يستمر في اعتزاله لأي عمل في انتظار ان تولد منظمات سياسية تعمل لتحقيق ما ذكرت”.