جسر: خاص:
علمت جسر من مصادر خاصة، أن القوات اﻷمريكية المتمركزة شرق الفرات، ستخلي مواقعها على الشريط الحدودي مع تركيا أمام القوات التركية المتقدمة إلى ما بات يعرف بـ”المنطقة اﻵمنة”، في سياق عملية “نبع السلام”.
وأوضحت المصادر، أن اﻻنسحاب اﻷمريكي لحساب القوات التركية يأتي في إطار اتفاق شامل بين الدولتين، يتضمن دخول القوات التركية إلى اﻷراضي السورية المتخامة لها على طول الحدود في مناطق شرق الفرات؛ ﻹنشاء المنطقة اﻵمنة، بعد إخلائها من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، الذين تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”، تمهيداً لإعادة مليوني لاجئ سوري يقيمون في تركيا إليها، اﻷمر الذي صرح به أكثر من مسؤول تركي في الأسابيع الماضية.
وأضافت المصادر أن اﻻتفاق تضمن قبول تركيا تولي المسؤولية عن معتقلي داعش في سجون المنطقة التي أشرفت عليها قوات سوريا الديمقراطية، وهو ما أشار إليه السكرتير الصحفي للبيت اﻷبيض في تصريحه أمس.
المصادر أكدت لـ”جسر” جاهزية فصائل درع الفرات للدخول في المعركة، والمشاركة في اجتياح “المنطقة اﻵمنة” إلى جانب القوات التركية، اﻷمر الذي تواتر ذكره في تصريحات عدد من قادة “الجيش الوطني” المتحد مؤخراً بقوات “الجبهة الوطنية للتحرير” تحت قيادة وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة اللواء “سليم إدريس”.
ونقلت وسائل إعلامية في وقت متأخر من ليل أمس تصريحات للناطق باسم الجيش الوطني الرائد “يوسف حمود” أكد فيها أن “الجيش الوطني السوري أعلن منذ عام تقريباً جاهزيته لخوض معركة شرق الفرات، بقوام 14 ألف مقاتل، مع إمكانية المشاركة بأعداد أكبر إذا تطلّبت المعركة”.
وأشارت المصادر إلى استنفار قوات سوريا الديمقراطية في كل من “تل أبيض” و”رأس العين”، واستقدامها للتعزيزات، إضافة إلى استياء وغضب متصاعدين في صفوف قيادييها حيال القرار اﻷمريكي بالانسحاب، يتخطى ما عبرت عنه في بيانها اﻷخير من أن “القوات الأمريكية لم تفي بالتزاماتها وسحبت قواتها من المناطق الحدودية مع تركيا”، فقد نقلت المصادر لـ”جسر” تهديدات أطلقها بعض قيادي “قسد”، توعدوا فيها بحشد كل قواهم لمواجهة “الغزو التركي”، وهددوا باﻻستعانة بروسيا وإيران، بل وبنظام اﻷسد إن تطلب اﻷمر، ما سينعكس سلباً على علاقاتهم بالتحالف الدولي لمحاربة داعش والقوات اﻷمريكية بالدرجة اﻷولى، وهو ما يبدو كلفة أعلى من أن تتكبدها “قسد” فيما لو قررت معاندة التفاهمات التركية اﻷمريكية.
ونقلت المصادر عن قياديين في “قسد” تصريحات تتعلق بنتائج يتوقعونها للاجتياح؛ أولها نزوح “اﻷهالي” الذين “لا يثقون بالحكومة التركية” في حال اجتياح قواتها للمنطقة، ووصل اﻷمر ببعضهم حد التلويح بإطلاق سراح معتقلي داعش في سجون اﻹدارة الذاتية، ما سيطرح تهديداً جدياً لعلاقة “قسد” بالولايات المتحدة اﻷمريكية، وهو تهديد يبدو وجودياً بالنسبة للقوات التي اعتمدت في سيطرتها على شرق الفرات على غطاء سياسي وعسكري أمريكي.
اﻷجواء الساخنة على طرفي الحدود تنذر بالكثير، ويترك العناد، الذي تبديه قيادات في قوات سوريا الديمقراطية حيال اﻻتفاق، الباب مفتوحاً للتكهنات بخصوص ما سيؤول إليه الوضع العسكري في المنطقة، في ظل رفض اﻹيرانيين المعلن لكل ما قد يهدد وجود ميليشياتهم وقواعدهم المنشأة حديثاُ، إضافة إلى الرفض الروسي الذي لا يمكن للتصريحات حول “تفهم روسيا للحاجات التركية” أن تخفيه، خصوصاً أن نظام اﻷسد، الذي تتوارد اﻷنباء أثناء إعداد هذا التقرير عن تسييره قوات باتجاه منبج مدعوماً بحلفائه الروس، رافض تماماً ﻷي توغل تركي جديد وراء الحدود.