جسر: متابعات:
وتسعى قوات النظام في المحور الشرقي، مستعينة بالمليشيات و”حزب الله” اللبناني، إلى السيطرة على بلدة ترعي وتلتها، مستخدمة كثافة نارية عالية عبر الغارات الجوية والقصف المدفعي. كما يحاول النظام التقدّم على محور بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي في محاولة للسيطرة عليها، بعد السيطرة على تل سكيك. وقالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة دارت على محور ترعي لليوم الثالث على التوالي وسط تصدي الفصائل المسلحة بالترافق مع عمليات قصف جوي وبري بشكل مكثف من قبل طائرات روسية وطائرات مروحية إضافة لعشرات القذائف والصواريخ.
ويسعى النظام السوري وروسيا إلى وضع خان شيخون بين فكي كماشة بالسيطرة على خواصر المدينة من الجهتين الشرقية والغربية. ولم يستبعد المحلل العسكري العميد أحمد رحال، وصول قوات النظام إلى مدينة خان شيخون في ظل إصرار من روسيا للسيطرة على كامل ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي. وبشأن الأداء العسكري للفصائل المسلحة، قال رحال في حديث مع “العربي الجديد”، إن من يقاتل هم أبناء المنطقة والموجودون فيها في ظل غياب للمؤازرات وللدعم من الخارج، إضافة إلى غياب السلاح الثقيل الذي سطت عليه “جبهة النصرة”، كما قال.
ورأى رحال أن هذا الواقع أوجد فارقاً في موازين القوى بين النظام والفصائل، إضافة إلى الجهد الجوي لكل من النظام وروسيا، معتبراً أن هناك تخاذلاً من “الفصائل الموجودة على الحدود وتخاذلاً من جبهة النصرة، ضمن خارطة متفق عليها يتم العمل على تطبيقها بمساعدة النصرة”.
كما غمز بعض الناشطين السوريين في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موقف “هيئة تحرير الشام”، متسائلين عن حقيقة الموقف التركي مما يجري في جنوب إدلب. وتوقع الناشط محمد السلوم سقوط خان شيخون بيد النظام، وانسحاب “تحرير الشام” من مواقعها شرقي المدينة. سلوم، الذي توفي شقيقه في سجون “هيئة تحرير الشام” قبل يومين، لم يستبعد أن تنكفئ الهيئة إلى مدينة إدلب في نهاية المطاف ضمن ترتيب مع قوات النظام.
أما الناشط خالد أبو صلاح، فقد اعتبر أن ما “يحصل في جنوب إدلب من قضم لمناطق استراتيجية يدفع للتساؤل القديم الجديد، هل بالفعل لا يستطيع الضامن التركي فعل شيء أمام هذه الحملة، أم أن هناك اتفاقاً ضمنياً حول أمور جديدة لا أحد يعلمها؟”. وأضاف: “هل لاتفاقات شرقي الفرات إصبع فيما يجري، أم أن شرقي الفرات هو ما يدفع تركيا للانشغال والصمت عما يجري غربه؟”.
وقالت وسائل إعلام روسية إن هجوم قوات النظام وحلفائه جنوب محافظة إدلب، سيتواصل إلى حين السيطرة على الطريق السريع المعروف باسم أم5 الذي يربط بين حلب ودمشق ويمر بمحافظة إدلب. وذكرت صحيفة “كوميرسانت” نقلاً عن مصادر وصفتها بالمقربة من قوات النظام قولها إن النظام سيطر على بلدتي الهبيط وسكيك الواقعتين على مسافة 10 كيلومترات من الطريق المذكور جنوبي محافظة إدلب.
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية إن مدنياً قُتل وجرح آخر نتيجة قصف طائرات حربية روسية بالصواريخ على أطراف مدينة كفرنبل. كما أدى قصف طائرات حربية تابعة للنظام السوري على محيط قريتي كفرسجنة وركايا سجنة إلى مقتل مدني آخر.
كما تستمر حركة نزوح المدنيين من مناطق ريف إدلب الجنوبي مع تصاعد حدة المعارك هناك. وقال الدفاع المدني في إدلب إن المناطق المحيطة بمدينة خان شيخون شهدت زيادة في نسبة نزوح سكانها هرباً من المعارك مع اقتراب قوات النظام من المدينة، مشيراً إلى أن النازحين يتجهون إلى مناطق الشريط الحدودي شمالي إدلب، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والخدمية في أماكن اللجوء وقلة الخدمات المقدمة للنازحين.
وقال فريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري، في تقرير له أمس، إن أكثر من أربعين آلاف شخص نزحوا خلال اليومين الماضيين من ريف إدلب الجنوبي باتجاه الشمال، مضيفاً أن معظمهم ما زالوا على الطرقات أو في العراء.