وسعى إردوغان إلى زج بالناتو في صراعه الحالي فضلاً عن استخدام ورقة اللاجئين باتجاه اوروبا، طالبا إقامة منطقة حظر جوي في شمال غرب سوريا لمنع طائرات النظام السوري وحليفته روسيا من شن ضربات.
وتجاهل الحلف خطوة اللاجئين التي أقدمت عليها أنقرة ساعات قبل اجتماعه بالسماح للاجئين بالعبور نحو أوروبا، واكتفى بإعلان تضامنه دون إعلان إجراءات ترضى إردوغان.
وحول عودة إردوغان إلى حضن الناتو بعد فشله في وقف سقوط جنوده في إدالب، يرى المحلل السياسي جواد غوك أن ذلك لن ينجح في الزج بالحلف في الأزمة، مشيرا إلى أن أعضاء الحلف أظهروا في اجتماعهم أنهم لن يخضعوا لرغبات الرئيس التركي.
وقال غوك إن “الحلف يرغب أن يبقى بعيدا عن الأزمة”، موضحاً أن اجتماع الحلف الجمعة أظهر أن الناتو لا يرغب في التورط ويسعى أن تبقى الأزمة ثنائية بين تركيا وروسيا.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلفاء وافقوا على المحافظة على الإجراءات القائمة حاليا لتعزيز قدرات تركيا الدفاعية الجوية.
ورغم تفعيل الحلف للمادة الرابعة من ميثاقه، لم يلمح ينس إلى أي خطوات جديدة تتجاوز التعهّد بشكل عام بالبحث في ما يمكن القيام به أكثر من ذلك
هل سيتدخل أحد؟
وفق “فورين بوليسي” حتى الآن ينظر المجتمع الدولي في الاتجاه الآخر. لن تتدخل الأمم المتحدة، ولكن القوى الأوروبية والولايات المتحدة قد تساعد في تخفيف الأزمة الإنسانية فقط.
وترى الولايات المتحدة ما حدث برهان على أن أنقرة وثقت في الحليف الخاطئ وأن روسيا لا تفي بتعهداتها لتركيا.
تأثيرات على الداخل
وألقى مقتل الجنود في المواجهات بين القوات التركية والسورية بثقله في الداخل، وفي الوقت الذي كانت الانتقادت الحادة مصدرها المعارضة، فإن مقتل الجنود أجج مشاعر غضب في أوساط الشعب التركي.
ووفق غوك يتساءل الأتراك ما الذي يفعله الجنود في سوريا في وقت لا تتعرض الأراضي التركية لأي هجوم من قبل قوات النظام السوري.
33 جندياً هو عدد كبير جداً، يضيف غوك للحرة، ولن يمر دون تبعات على إردوغان، مشيرا إلى أن غليان شعبي بدأ يتصاعد من إدراة إردوغان للأمور.
وقال المحلل إن الانتقادات التي كانت في السابق خافتة إلى حد ما، تصاعدت حدتها بعد مقتل الجنود وظهور فشل عسكري كبير في سوريا.
وتوقع المحلل أن يحمل مقتل الجنود تأثيرا كبيرا على إردوغان في الداخل، وأشار إلى أن الغضب شعبي ستظهر نتيجته في الانتخابات القادمة.
وأضاف غوك أن الأتراك يتسالون الآن لماذا تسفك دماء الجنود على أراضي سوريا وحتى في ليبيا التي تورط فيها إردوغان مؤخرا.
وتأتي آخر الخسائر التركية في إدلب بعد أسابيع على التوتر المتزايد بين أنقرة وموسكو. وترفع حصيلة العسكريين الأتراك الذين قتلوا هذا الشهر إلى 53.
المصدر: موقع الحرة