مراسل حمص/ جسر
نشرت الصفحة الرسمية التابعة لـ “حزب البعث“، فرع حمص، صوراً تظهر ما وصفته بالتحضيرات النهائية، لتدشين النصب التذكاري للقتلى والجرحى الذين قضوا بصفوف قوات النظام.
من جهتها أشارت الصفحة، أن الاستعدادات تقيمها الهيئة الفرعية لرعاية أسر القتلى والجرحى بقيادة فرع حمص لحزب البعث، بمدينة حمص وسط البلاد.
واللافت في الخبر هو مكان إقامة النصب التذكاري، الذي جاء بدلاً عن “ساعة حمص القديمة“، التي تعد من أهم معالم المدينة، ولها رمزية كبيرة في نفوس السوريين طيلة الأعوام الماضية حيث كانت مكان لتجمع المتظاهرين وقد سقط قربها –في ساحة الساعة الجديدة– العديد من “الشهداء” في اعتصامهم الشهير ضد نظام الاسد، وغدت رمزا لنضالهم من أجل الحرية والكرامة.
يأتي ذلك مع إشارة صفحات النظام التي تداولت الخبر الصادر عن “حزب البعث“، أن عملية التدشين ستتم خلال الأيام القليلة القادمة، مع الانتهاء مع الاستعدادات اللازمة حسب وصفها.
ويقول الناشط “طلال أبو قيس“، وهو إعلامي مهجر من مدينة حمص، أن عملية استبدال “الساعة القديمة“، بنصب تذكاري لقتلى النظام، يدل على استفزاز مشاعر أهالي المدينة.
ويرى “أبو قيس“، أن هذه الخطوة تأتي مع علم النظام التام رمزية المكان الذي اختاره بعناية فائقة لكي يقول لأبناء المدينة أنه سيبقى ساعياً لطمس الهوية الثورية لعاصمة الثورة السورية، حسب وصفه.
في حين قام فريق الرصد في صحيفة جسر برصد جانب من تعليقات الموالين للنظام عبر الصفحات المحلية، والتي تفاوتت ما بين مبارك للخطوة وبين غاضب منها، عقب انتشار الخبر بشكل واسع في الصفحات المحلية للمدينة.
بدوره بارك أحد المتابعين للخطوة مطالباً بنقل التجربة إلى مدينة طرطوس، وذلك بقوله: “انشالله بطرطوس ينعمل متلو محل الساعة لانو طرطوس بتستاهل وهي أم الشهداء“، حسب تعبيره.
وعلق أحدهم ساخراً “الحمد لله في تطور“، بينما يخالف أحد المتابعين عزم النظام على هذه الخطوة، متسائلاً: “لو كانوا وزعوا بحقها مساعدات لأهالي الشهداء ما كان أحسن من الحجارة، فيما أشار آخرون أن مكان إقامة النصب التذكاري غير مناسب، وكان الأولى به أحياء “الزهراء – عكرمة – النزهة“، التي تعتبر من الأحياء الموالية للنظام السوري.
جدير ذكره أن “الساعة القديمة” التي تسمى أيضاً الساعة العتيقة؛ وضعت في الساحة الرئيسية لمدينة حمص القديمة عام 1923، التي كانت من أهم الساحات التجارية، والتي كانت بداية “لطريق حماة“، والتي تتفرع عنها عدة شوارع وأحياء منها: “الحميدية“، و“جورة الشياح“، و“شارع شكري القوتلي“، ومبنى المحافظة الذي كان يسمى في مطلع القرن العشرين “دار السرايا“.