جسر: خاص/دير الزور
أجبرت الحملات الأمنية المكثفة التي شنتها قوات سوريا الديقراطية والتحالف الدولي خلال الفترة الأخيرة على مواقع وخلايا تنظيم داعش في الريف الشرقي لدير الزور، أجبرت الأخيرة على تغيير مواقعها ونقاط تمركزها ونطاق عملياتها في المحافظة التي يتشاطر السيطرة عليها كل من قسد (على الضفة الشرقية لنهر الفرات) والنظام السوري والميليشيات الإيرانية (على الضفة الغربية للنهر) بالإضافة إلى مركز المحافظة.
وكشفت مصادر خاصة لمراسل جسر في دير الزور، أن قيادة خلايا داعش قررت خلال الأيام الأخيرة نقل ثقل عملياتها إلى بادية الرويشد شمال غرب دير الزور، بعد أن تمكنت قسد بمساندة التحالف الدولي من السيطرة على ما يعرف “بالوكر الرئيسي” لخلايا داعش في بادية فليطح بالريف الشرقي. وقامت قسد بتحويلها إلى واحد من نقاطها الرئيسية لمراقبة الحدود العراقية السورية، ومنطلقاً لعملياتها ضد خلايا داعش في المنطقة.
وتأتي الخطوة الأخيرة من داعش بعد تكثيف الحملات الأمنية التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية على مناطق انتشار خلايا داعش شمال شرق ديرالزور و التي أدت إلى مقتل قياديين بارزين في التنظيم منهم (عبد الحكيم الشامي و ابو حسان العراقي) ومؤخرا (أبو الورد العراقي) في عمليات مشتركة بين قسد والطيران الأمريكي.
المصادر المطلعة التي تحدثت إليها جسر، قالت إن السبب وراء اختيار التنظيم لبادية الرويشد كمركز جديد لعملياتها، هو الكثافة السكانية المرتفعة في المنطقة مقارنة بالريف الشرقي، وانتشار خيم مبعثرة لنازحي المنطقة، ما يسمح لعناصره بالاختباء بين المدنيين أثناء تنقلاتها.
من جهة أخرى تتمتع بادية الرويشد بموقع استرتايجي هام من خلال إشرافها على شبكة الطرق الرئيسية التي تربط بين المحافظات الشمالية الشرقية الثلاث: دير الزور، الرقة، والحسكة، ناهيك عن قربها من مواقع انتشار قواعد التحالف الدولي في المنطقة، منها “مشفى ابوخشب” والذي تحول إلى قاعدة للتحالف الدولي، و الأكاديمية العسكرية في ابوخشب وقاعدة كونيكو.
وبالفعل شنت خلايا داعش هجمات متفرقة انطلاقاً من رويشد لكن بوتيرة أقل، حيث شهدت الأيام الأخيرة هجمات متسارعة للتنظيم، كان آخرها الأسبوع الماضي حيث استهدفوا سيارة عسكرية تابعة لقسد في بادية ايو خشب، قتل على اثرها عنصرين للتنظيم. و بعدها بيوم واحد تم استهداف سيارة عسكرية أخرى قرب “جليب الحكومة” و أدت لمقتل عنصر من قسد.
مصادر جسر قالت إن مناطق العزبة و جديد عكيدات تشهد في المقابل نشاطاً لخلايا التنظيم، حيث شهدت منطقة جديد عكيدات قبل أيام تفجير سيارة مفخخة بعد أيام من استهداف وتفجير مباني تابعة لقسد، الأمر الذي يعني أن المنطقة باتت مترابطة من الريف الشمالي الغربي إلى الشمالي الشرقي، وتحولت إلى ممر يسهل تنقل عناصر التنظيم من خلاله.