جسر: ريف دير الزور
جل ما يتمناه خليل حميدي الحمود البالغ من العمر ٣٤ عاماً، طرفاً صناعياً تمن به عليه إحدى المنظمات، ليسند جسده النحيل من جديد تعويضاً عن طرف خسره حين صدمته سيارة “جيب” لأحد مسلحي “داعش” وهو يركب دراجته النارية في بلدة الجرذي الشرقي، بريف دير الزور عام ٢٠١٥.
عندما فقد الحمود ساقه توجه إلى قضاء تنظيم داعش عله ينصفه، إلا أن القاضي قال له “”هذا أمر الله وقدر الله ما شاء فعل” ومن ثم قام بطرده، دون الحصول على تعويض حتى، ليقوم بدفع تكاليف العملية الجراحية لترميم ما تبقى في مشفى الميادين على نفقته الخاصة.
كان الحمود يعمل عاملاً ليؤمن قوت يومه لأطفاله الخمسة، الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم عشر سنوات، إلا أنه بات يعتمد عليهم في تأمين لوازم منزله من عطف الناس عليهم، بعد أن أصبح عاجزاً لا حول له ولا قوة.
يقيم حالياً في مدرسة ببلدة غرانيج، بعد أن تعرض منزله في بلدة البوعمر بمنطقة الشامية لقصف جوي خلال معارك قوات النظام وتنظيم داعش عام ٢٠١٥، إلا أنه مضطر لترك الصف الذي يقيم فيه وعائلته، نظراً لاقتراب العام الدراسي، فسينزح إلى مستودع تابع للمدرسة.
وينتظر الحمود مجئ الموسم الدراسي الجديد ليبيع “الذرة” لطلاب المدارس فهي المهنة الوحيدة التي يستطيع مزاولتها حالياً منتظراً أحد المحسنين ليقوم بالتبرع له ويعيد له قدمه التي فقدها.