تسود حالة من الخوف والترقب القلق بلدات وقرى ريف ديرالزور الشرقي، بعدما علّق مجهولون، يعتقد أنهم خلايا سرية لتنظيم “داعش”، لوائح إسمية للمئات من منتسبي “قوات سوريا الديموقراطية” وموظفيها المدنيين، ولأشخاص على صلة بنظام الأسد، على مداخل المساجد. وطُلِبَ من أولئك إعلان “التوبة الصريحة” في المسجد، والتبرؤ من “قسد”، وترك أي عمل مرتبط بها، تحت طائلة القتل، بحسب مصادر “المدن”.
القوائم التي حصلت “المدن” على صور منها، تضم اسماء نحو 300 شخص، ممن “وقعوا في ردة موالاة النصيرية والمجالس الكردية والالتحاق بصفوف الملاحدة”. وهم مطالبون “بالتوبة قبل القدرة عليكم ولكم منا الأمان والصفح والإحسان”، وإلا “سنخطفكم في الطرقات وفي الأسواق وفي المساجد حتى، وسندخل عليكم البيوت ولنهدمنها فوق رؤوسكم “. وأضافت المنشورات: “واعلموا أنا نراكم ولا ترونا فاعلنوها توبة من كل ردّة في المساجد وأمام الناس، فمن تاب فقد عصم دمه وستأتينا أخباره ونتبين من حاله أصدق أم كان من الكاذبين ومن لم يتب فقد أباح دمه وليس له عندنا إلا السيف”.
وبقيت المنشورات معلقة في أماكنها لوقت طويل، نظراً لأنها تضمنت ملاحظة جانبية تقول: “من يزيل هذه الورقة فلا يلومن إلا نفسه”. والمنشورات مذيلة بتوقيع “ديوان الأمن” في “ولاية الخير”؛ ديرالزور.
مصادر “المدن” أفادت بأن كثيراً ممن وردت اسماؤهم، أعلنوا توبتهم في بعض المجالس، ومنهم من ترك العمل فعلياً مع “قسد” و”الادارة الذاتية”، ومنهم قال في المساجد: “اتبرأ من الشرك وأهله”، لكن اعلان “التوبة” كما تم اشتراطه في المنشورات لم يحدث بعد. وتسود حالة من التوجس بين من وردت اسماؤهم وعائلاتهم، خاصة في ظل الفلتان الأمني ووقوع ما لا يقل عن 20 قتيلاً على يد التنظيم في آب/أغسطس وحده، في ريف ديرالزور الشرقي.
مصادر “المدن” أضافت أن بقايا “داعش” وجهازه الأمني، ما زالت تنشط بشكل شبه علني في بعض مناطق ريف ديرالزور الشرقية، إلى درجة جمع الزكاة في بعض المناطق، تحت تهديد السلاح وفي ظل غياب شبه تام لسلطة “قسد”، خاصة في الليل.
ولتخفيف حدة التهديدات وفرض بعض السيطرة والأمن، عمدت قوات من “قسد”، الجمعة، إلى مداهمة منطقة نزل الضياف في بلدة أبو حردوب، واعتقلت 5 أشخاص زاعمة أنهم يقفون خلف كتابة وترويج تلك المنشورات.