جسر – متابعات
صرّح رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق عن النظام “رياض حجاب” بأن رأس النظام “بشار الأسد” لن يكون رجل المرحلة المقبلة، وأن المرحلة المقبلة تحمل انفراجاً للشعب السوري، موجهاً انتقادات لأداء المعارضة السورية التي وصفتها بـ”المترهلة”.
جاء ذلك في لقاء مع “حجاب” في حلقة من برنامج “سيناريوهات” بقناة “الجزيرة”، عُرضت أمس الخميس، تزامناً مع تحركات دبلوماسية في الدوحة لكل من قطر وتركيا وروسيا.
وقال “حجاب” إن “بشار الأسد” في مأزق، خاصة أن كل من روسيا وإيران لم يعد باستطاعتهما مساعدته، وإن المرحلة المقبلة تحمل انفراجة بالملف السوري، داعياً السوريين إلى “الصبر”.
وشدد رئيس الوزراء السوري الأسبق على أن ثوابت الثورة وطموحات الشعب السوري “خط أحمر”، معرباً عن أمله في تجاوز المرحلة الحالية بهمة وإرادة الشباب السوري الذي “أبدع وأعطى نموذج مذهل للعالم”
وقال “حجاب” الذي شغل قبل سنوات، منصب رئيس “هيئة التفاوض العليا”، التي مثّلت المعارضة السورية في مسار جنيف، إن “الشعب السوري خُذل من المجتمع الدولي”، مضيفاً أن “إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى في بقاء بشار الأسد والحفاظ عليه، وكذلك إيران صاحبة مصلحة كبيرة في بقاء النظام، إضافة لروسيا”.
وذهب إلى أن “التغيير قادم وحقيقي” في سوريا، لأن “الأسد مجرم فقد شرعيته ولا مصلحة للمجتمع الدولي بتعويمه”.
وأبدى “حجاب” ارتياحه مع المسار الجديد الذي أُطلقته روسيا وتركيا وقطر في الدوحة، وقال:”مرتاحون بالمسار الجديد الذي فيه بصمات عربية. تابعنا باهتمام هذا اللقاء الثلاثي والبيان الختامي.. نأمل أن يُحدث هذا المسار فارقاً في المستقبل، ويكون داعماً للمسار الأممي خاصة في تنفيذ القرار الدولي 2254”.
ووجه “حجاب” الذي أعلن انشقاقه عن نظام الأسد منتصف سنة 2012 عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، انتقادات إلى المعارضة السوريا وأدائها السياسي، وقال إن “هناك ترهل عام في المعارضة السورية ويجب إعادة هيكلتها مجدداً”، مضيفاً أن المعارضة “عجزت عن تشكيل بديلٍ مناسب عن النظام، وهو شكل قلقاً إضافياً للمجتمع الدولي حول تغيير النظام”.
وأردف أن “المشهد مزعج جداً، وهناك تنافس روسي –إيراني وتنافس بين الميليشيات التي تتنافس على المنافع. نفس الأمر في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية هناك اغتيالات وفوضى. وكذلك في مناطق سيطرة المعارضة التي ما زالت تشهد تفجيرات مستمرة، والتنسيق بين الفصائل الكثيرة المسيطرة ضعيف والوضع غير مستقر في كل سورية”.
وتابع: “سياسة النظام في تطبيق شعار الأسد او نحرق البلد، هي من أوصلت السوريين إلى هذا الوضع المأساوي والبلد إلى حافة الانهيار”.
وحول الانتخابات الرئاسية التي يعمل نظام الأسد على إجرائها خلال الصيف المقبل قال “حجاب”: ”ما هو البرنامج الانتخابي لبشار الأسد، هل مزيد من الفقر والجوع؟ ماذا سيقدم بشار الأسد للسوريين؟”.
واستطرد: “الأسد يريد من الانتخابات، أن يعزز موقفه التفاوضي، ويُفشل المحاولات الأممية لحصول أي اصلاح دستوري حقيقي، وأن يقطع أي محاولة دولية من أجل الحديث عن مصيره… روسيا وايران تدعم وتعمل بكل السبل من أجل شرعنة هذه الانتخابات، ولكنها لن تكون شرعية مهما حصل.. بشار الأسد أمام مأزق كبير، فطهران غير قادرة على الدعم المادي بسبب العقوبات المفروضة عليها، وروسيا قالت أيضاً إنها غير قادرة على تقديم دعم مادي”.
وتحدث “حجاب” عن “تفكك الدائرة الضيقة لبشار الأسد، وهو لن يكون رجل المرحلة المقبلة لأنه اصبح عبئاً على سورية والسوريين”، مؤكداً على أن “ذهاب الأسد لن يخلق فوضى، بل بقاءه هو الذي يسبب الفوضى”.