جسر: رصد
على وقع الأغاني وحلقات الدبكة في حلب احتفالاً بالنصر المرعوم، كان هناك امرأة على الجانب الآخر في سهل الغاب تصرخ “واا قلبي واا روحي” إلا أنها لم تكن تغني تلك الأغنية الشعبية الشهيرة، بل كانت تندب أحد أبناءها الذين قدموا فداء للأسد، فداءاً لمن يرقصون ويدبكون على دمه.
مراسل التلفزيون السوري ورفاقه يرقصون على طريق حلب غازي عينتاب
احتفالات شبيحة النظام بعد السيطرة على ريف حلب الغربي
من تشييع العميد محمد أحمد محمد في ريف اللاذقية الذي قتل يوم أمس في كمين لتنظيم داعش بدير الزور
وأيضاً لم يبخل ذوو قتلى النظام بتصوير منازلهم للمرة الثانية، ليوضحوا أن الفقراء هم من يموتون فداءاً للأسد، لا يقدمون موقفاً، بل يكتفون بالإشارة إلى أنهم الفقراء المغلوب على أمرهم، ولكن كل ذلك دون فائدة، فالمنزل لن يتغير ربما يمن عليهم النظام ببعض الليرات التي لن تكفيهم بالتأكيد من إعالة أطفال “الشهيد”.
من تشييع النقيب محمد أحمد البيشيني في سهل الغاب قرية الحويز حيث يظهر منزله في حال يرثى لها
المدعو “محمد البودي” والذي لقب نفسه بـ”سفير الشهداء” خصص صفحته الرسمية على فيس بوك لنقل مشاهد تشييع قتلى النظام، لا يتجاوز عدد “اللايكات” على مقطع فيديو يقوم بنشره مئتي أو ثلاثمئة لايك، مع بعض التعليقات التي تكتفي بالقول “الله يرحمو”، أما مشاهد حلقات الدبكة واالاحتفالات فتنال من التغطية الإعلامية، وتحصد من الإعجابات الشئ الكثير، إذ أنه هي ما يجب أن يتم التركيز عليه، “لا يهم ما راح المهم ما هو آت”
وعجت ساحات حلب بالاحتفالات، رفع فيها العلم الروسي إلى جانب علم النظام، تعبيراً عن شدة الولاء واللحمة بين البلدين، رغم أن الروس اليوم قاموا بطرد ٣٦٠٠ عامل من مرفأ طرطوس بعد أن أبرموا عقداً باستئجاره ٤٩ عاماً، لكن هذا ليس برادع، لمن يدبك في حلب فالأمر لم يطاله، هو معني فقط بالمتر الذي يدبك في إطاره.
ولا توجد إحصائية دقيقة لقتلى النظام كون إعلامه الرسمي يتستر عن تلك الأخبار، ويتم توثقيها، يجهود بعض الناشطين، أما الجهات والمؤسسات الحكومية الرسمية تقوم بتوثيقهم، فقط من أجل معرفة آليات توزيع المساعدات والهبات التي ستقدم لهم، والتي غالباً لا ينالونها إذ انتشرت العديد من الشكاوى المتعلقة، بعدم الحصول على الطبابة الكافية لأهل “الشهيد” أو عدم الاكتراث بشؤونهم، وسرب ذلك إلى الإعلام، لكن ما من أحد حرك ساكناً.