جسر: متابعات
فجّر الدبلوماسي السوري السابق، صقر الملحم، مفاجأة عن قاسم سليماني، قائد لواء فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والذي لقي مصرعه بقصف أميركي، الجمعة، في منطقة مطار بغداد الدولي، وقتل معه أبومهدي المهندس، نائب قائد الحشد الشعبي، وضباط إيرانيون، وآخرون.
وقال الملحم الذي سبق له وكان القائم بأعمال السفارة السورية في تشيلي عام 2012، وعمل في السفارة السورية في موسكو وسفارات أخرى، إن قاسم سليماني قاد عملية خطف السفير السوري في طهران ثمانينيات القرن الماضي. وكشف أن السفير السوري آنذاك، كان يحمل اسم (إياد المحمود) فيما هو في الواقع ابن عم الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، واسمه الحقيقي رضوان الأسد.
وذكر الملحم في منشوره على حساب “فيس بوك” باسمه ومفعّل منذ شهر أيار/ مايو 2013، والذي كتبه في إطار الأخبار المتلاحقة بعد مقتل قاسم سليماني، وردود الفعل الدولية حياله، ونقل منه معارضون سوريون، في السنوات السابقة، خاصة بعد انشقاقه عن النظام، أن حادثة الخطف المذكورة، كانت السبب في “العداء” ما بين حافظ الأسد وسليماني خاصة أن الأخير قد قام باعتداء مهين على السفير، بحسب الملحم الذي تم تناقل منشوره المذكور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الملحم إن السفير السوري السابق لدى طهران إياد المحمود، كان عائدا إلى منزله، فرأى سيارة إسعاف بالقرب من باب بيته. ولمّا اقترب منها، هاجمه عدة رجال نزلوا منها، فأخرج مسدسه وأطلق عليهم طلقتين من مسدسه الخاص، فأصيب أحد المهاجمين الإيرانيين في بطنه، عندها قام المهاجمون بتقييد السفير السوري وكانت صفته وقتها قائماً بالأعمال، وإدخاله في سيارة الإسعاف، ثم مددوه على بطنه، وجلسوا بأحذيتهم فوق رأسه، كما قال الدبلوماسي السابق.
أكد أن قاسم سليماني كان ضمن فريق اختطاف السفير، هو ومصطفى صفوي الذي عرّفه بأنه مسؤول الاغتيالات في فيلق القدس، وأن الاثنين كان يعملان تحت إمرة محسن رفيق دوست، أحد قادة الحرس الإيراني، فيما مضى.
وينفرد الدبلوماسي الملحم، بالقول إن إياد المحمود هو الاسم الحركي لابن عم حافظ الأسد، رضوان الأسد، دون أن تتمكن “العربية.نت”، التي قامت بكتابة التقرير، من تأكيد صحة تلك المعلومات.
وبحسب ما طالعته “العربية.نت” في مصادر عديدة، فإن اسم إياد المحمود متداول بكثافة، وقبل زمن طويل من مقتل سليماني.
وذكرت صحيفة (الوطن) السعودية في عددها الصادر بتاريخ 13 آذار/ مارس 2018، في تقرير بعنوان (1992 بداية تغلغل حزب الله في سوريا) أن السفير السوري السابق لدى طهران، إياد المحمود، قد تم اختطافه فعلاً، في العاصمة الإيرانية، في الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1986، من دون أن تشير إلى أنه من أقرباء الأسد، وذكرت اسماً آخر لقائد عمليه اختطافه، وهو الإيراني مهدي هاشمي، ولم تتطرق إلى اسم قاسم سليماني.
وقالت مجلة (الشراع) اللبنانية في عددها الصادر بتاريخ 24 أيار مايو 2019، إن حافظ الأسد عيّن أحد أقرب الأشخاص إليه، وهو إياد المحمود، في منصب القائم بأعمال السفارة السورية في إيران، منذ انتصار ثورة إيران وحرب الأخيرة مع العراق.
حافظ الأسد هدّد بقطع العلاقات مع إيران
وبالعودة إلى الدبلوماسي الملحم، فقد قال إنه وبعد اختطاف المحمود، هدّد الخاطفون بقتله إذا ما مات شريكهم في الخطف جراء تعرضه لإصابة بطلقة من مسدس السفير. ويكشف بأن زوجة السفير هي أيضا قريبة للأسد، ورأت ما حل بزوجها من خطف في سيارة الإسعاف، فاتصلت بحافظ الأسد وأخبرته بالقصة، فطلب من عبد الحليم خدام، وزير الخارجية في ذلك الوقت، الاتصال بالخارجية الإيرانية وإخبارها أنه سيقطع العلاقات مع طهران، إذا لم يتم الإفراج عن السفير وعودته إلى سوريا خلال 24 ساعة. وهو ما حصل، فعاد وأسرته إلى دمشق.
وسعت “العربية.نت” للتواصل مع الدبلوماسي السوري السابق، لسؤاله عن بعض ما ورد في منشوره، إلا أنها لم تتمكن من التواصل معه أو التحقق مما ورد في منشوره من معلومات.
وتعرّض الملحم لهجوم عنيف على ما ذكره في منشوره، واتهم بأنه كتبه “لتلميع” صفحة الرئيس السابق حافظ الأسد خاصة أنه ذكر حادثة خطف سفيره وإهانته، في إطار ما وصفه بمقاومة الأسد للمشروع الإيراني والسيطرة على توسعه، كما قال نقلاً مما سمعه هو مباشرة في السفارة السورية في إيران، عام 2000.