مراسل درعا: جسر
شتاء قارس هو الأقسى منذ سنوات يمر على المنطقة في الجنوب السوري بشكل عام ومازالت الحكومة السورية ليس فقط عاجزة عن تأمين كامل الكمية من مادة المازوت للطلاب في المدارس، بل تتواطأ مع موظفيها الذين يسرقون المخصصات في وضح النهار.
كشف مدير أحدى المدارس (و , ح) بريف درعا الغربي أنه من المفترض أن يتم تسليم كمية 30 لتراً، لكل شعبة صفية، ولكن فعليا يتم تسليم كمية 27 لتراً، فالمدرسة التي تحوي 15 شعبة صفية على سبيل المثال كمدرستنا نقص كمية المخصصة 45 لتراً.
وفي سؤال عن الفرق من مادة المازوت اين يذهب ومن المستفيد منها، أوضح مدير المدرسة “يتم خصم الكمية لصالح حواجز قوات النظام التي لا تسمح بدخول أي نوع من المحروقات إلا إذا تم مصادرة كمية منها فالمنطقة التي تحوي 200 مدرسة يتم خصم كمية 9000 لتر من مادة المازوت تقريباً، يتم بيعه للمواطن بسعر عالي لصالح ضباط الأمن والجيش المسيطرين على الحواجز .
وبحسب المدير فإن طلاب المدارس هم الخاسر الأكبر من هذه الصفقة بسبب تعرضهم للبرد الشديد مما يتسبب لهم بالأمراض والتغيب المستمر عن المدرسة خاصة ان اغلب الطلاب هم من فئات الحلقة الأولي حيث لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة وأجسامهم الصغيرة لا تكاد تقاوم البرد والأمراض .
و كشف أحد المعلمين (م ,س) في المدرسة ذاتها أن الكمية المخصصة للشعبة الواحدة لا تصل كاملة ضمن المدرسة ففي كل مدرسة يوجد ثلاث غرف إدارية على الأفل بحاجة إلى مازوت باستمرار، يتم اقتطاع مخصصات هذه الغرف من مخصصات الشعب الصفية فالطالب لا يصله من الكمية المخصصة له النصف على الأكثر، وهذا ومجمل ما يصل للتلاميذ لا يكفي لأقل سوى لأسابيع او شهر في أحسن الأحوال في هذا الفصل البارد .
وبذلك فإن الحكومة التي تدعي حرصها على أمن المواطن والوطن هي من تقوم بسرقة الاثنين معا من اجل ان يبقى مسؤوليها في عيش الرفاهية.