جسر: متابعات:
الخطة التي ذكر مصدر عشائري خطوطها العامة وبعض تفاصيلها وأسماء القائمين عليها لـ”المدن”، تتضمن 3 مراحل؛ الأولى منها انشاء شبكة رصد ميداني للتحركات البرية والجوية للقوات الاميركية. ولاحظ المصدر إن ثمة تركيزاً على حركة الحوامات الاميركية في حقل العمر النفطي. وقد أنجزت هذه المرحلة وفق المصدر، ويتم حالياً تهيئة شبكة كاملة من العملاء يغطون ريفي ديرالزور الشرقي والغربي وريف الحسكة الجنوبي والشرقي والشمالي.
أما المرحلة الثانية فتتمثل بشراء وتخزين الأسلحة، سواء من متخلفات تنظيم “داعش”، أو من بعض عناصر “قوات سوريا الديموقراطية”، بالتزامن مع تدريب أفراد من سكان المنطقة، يعدون بالعشرات اليوم، لاستخدام هذه الاسلحة بطريقة سرية قدر الإمكان، مع إمكانية انسحابهم إلى مناطق سيطرة النظام بشكل فردي بعد تنفيذ أي عملية. وهذه المرحلة في طور الإنجاز.
أما المرحلة الثالثة، التي لم تنطلق بعد فهي إيجاد بؤر عمل دائمة في المنطقة، تبث بشكل متواصل حالة عدم الاستقرار، وتستهدف علاوة على الوجود الاميركي، كافة المتعاونين مع القوات الأميركية من سكان المنطقة.
المصدر أشار إلى وجود نحو 60 عنصراً من عناصر الرصد في الحسكة يديرهم القيادي في “الدفاع الوطني” عبدالقادر حمو، لصالح الخطة الإيرانية. فيما تم تأليف 3 مجموعات رصد في ديرالزور تتألف كل منها من نحو 40 عنصراً، يقودهم ثلاثة اشخاص هم نواف البشير، ومحسن بلال، و”أبو شاليش”. ويدير المجموعات الحاج ياسر، وهو عميد ايراني متقاعد، يرجح أنه ضابط استخبارات، ويتحدث بلهجة عراقية.
وقد اثرت العملية الاميركية الأخيرة في العراق، التي قتل فيها كل من قاسم سليماني وابو مهدي المهندس بشكل كبير على معنويات المتعاونين مع ايران في ديرالزور. مصدر عشائري، قال لـ”المدن”، إن قسماً من المتعاونين بدأ بالانسحاب من العمل، خشية انكشاف أمره واستهدافه، خاصة مع ما يبدو أنه تحضيرات إيرانية لعمليات انتقامية، ورفع نبرة الوعيد من قادة تلك المليشيات وطلبهم من كافة عناصرهم الاستنفار إلى الدرجة القصوى، وانتظار الأوامر.
وفي السياق، عززت المليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، من تواجدها، باستقدام أعداد جديدة من مقاتليها عبر معبر القائم/البوكمال، بالتزامن مع عملية تغيير شاملة لمقرات ومواقع الميلشيات وحواجزها ونقاط تثبيتها.
شهود عيان قالوا لـ”المدن”، إن العناصر الجدد تم استقدامهم بشاحنات نقل البضائع، مرجحين أن يكون ذلك تحاشياً للرصد والتدمير من طرف الطيران الأميركي.
وكان المعبر قد شهد نشاطاً محدوداً لحركة شاحنات نقل البضائع، التي نشطت عقب قرار من وزارة النقل بحكومة النظام يقضي باعفاء الشاحنات العراقية من رسوم الدخول. وعبرت نحو 10 شاحنات يومياً، نقلت على وجه خاص كميات من الحمضيات السورية إلى العراق، قبل أن تعود الحركة للتوقف مؤخراً عقب استهدافات متكررة بطيران مجهول، شهدتها المنطقة.
من ناحية أخرى، افاد عدد من السكان برصد حركة انتقال لقوات النظام من مدينة البوكمال إلى مدينة الميادين المجاورة، وسط تكهنات بإخلاء المدينة بالكامل من أي تواجد لمليشيات الأسد، واسناد مهمة ادارتها للايرانيين بالكامل.
المدن ٤ كانون الأول ٢٠٢٠