يواصل ما يسمى “ديوان الزكاة” في تنظيم “الدولة الإسلامية” فرض ضرائبه على التجار والميسورين في ريف ديرالزور الشرقي، عبر لصق أوراق على أبواب بيوتهم ليلاً تحدد ما يتوجب عليهم دفعه، وموعد وطريقة التسليم. والعقوبة المترتبة على الامتناع عن ذلك، تكون بتخريب ممتلكاته، أو الأذية الشخصية، أو القتل. إذ يعمد التنظيم إلى وضع قماشة بيضاء على باب منزل الشخص، الذي بلغ تهديده مرحلة القتل، في إشارة إلى الكفن.
وعلى الرغم من أن معظم المكلفين بـ”الزكاة”، يدفعونها بصمت خشية الانتقام، إلا ان بعض تلك الحوادث خرج للعلن. وعلمت “المدن” أن صاحب مشفى في إحدى بلدات ناحية البصيرة، بريف ديرالزور الشرقي، امتنع عن دفع عشرة آلاف دولار، رغم تبليغه مرتين، فتم تفجير مولدات الكهرباء في المشفى، كتحذير نهائي، فسارع حينها إلى دفع “الزكاة”.
الطبيب ع.ح، صاحب مشفى أيضاً في قرية الشيخ أحمد، امتنع عن دفع 15 ألف دولار، رغم تكرار التبليغ، فهاجم عناصر من التنظيم مشفاه ليلاً واخرجوا المرضى والكادر الطبي، وفخخوا المشفى وفجروه.
تاجر النفط م.خ، من بلدة الشحيل، دفع 5 آلاف دولار بعد تهديده بحياته وممتلكاته. بينما فضل تاجر الذهب م.و من بلدة سويدان، الفرار إلى جهة مجهولة، بعد طلب التنظيم منه مبلغ 7 آلاف دولار، لكن التنظيم ألصق ورقة على باب محله المغلق، يقول فيها إنه بهربه قد “ارتد” عن الإسلام، وإن “جنود الدولة سيجدونه أينما هرب وسينزلون به عقوبة المرتد”، وهي القتل.
قوات “التحالف الدولي” كانت قد نفّذت انزالاً في بلدة الجاسمي، واعتقلت تاجري نفط، بعدما كانت تتبع أحد عناصر التنظيم ومشاهدته يدخل منزلهما. وتبين لاحقاً أن التاجرين كانا بصدد دفع “زكاة” لعنصر التنظيم الذي دخل منزلهما، ولم يقوما بإبلاغ السلطات خشية الانتقام.
ويشير البعض إلى أن ذلك يعود إلى تراجع موارد التنظيم، في حين يشير آخرون إن ذلك لا يعدو أن يكون تذكيراً من التنظيم للمجتمعات المحلية بقوته وسطوته، واعداده لمرحلة الظهور مجدداً. فيما يقول البعض إن من يقوم بهذه الأعمال هم عصابات سلب ونهب، تستخدم اسم التنظيم لتخويف الناس واجبارهم على الدفع.