طالباً الصفح والغفران، مشفوعين بـ12 ألف دولار، توجه “داعش” برسالة إلى ذوي عصري المطر، بسبب “الخطأ غير المقصود” بقتل ابنهم عصري. الكيس الذي يحوي المال، ورسالة الإعتذار، تركت عند السحور، أمام باب العائلة، في بلدة أبو حمام شرقي ديرالزور.
مراسل “المدن” محمد الخلف، التقى “أبو علي”، شاهد العيان من بلدة غرانيج في ريف ديرالزور، الذي كان موجوداً أثناء واقعة قتل المطر في سوق الخضار ببلدة درنج، وقال لـ”المدن”: “كنت اشق طريقي من سوق المواشي في بلدة درنج (الماكف) إلى سوق الخضار، عندما اخرج رجل ملثم بندقية قصيرة من تحت سترته التي كان يرتديها رغم الحر، واطلق النار بشكل مباشر على سيارة كانت تمر أمامنا”. وتبين في ما بعد، أن السيارة تقل عضو المجلس التشريعي في “قوات سوريا الديموقراطية” حافظ المظهور. العملية، أدت أيضاً إلى مقتل 5 أشخاص صودف وجودهم في المكان، ومنهم الحاج عصري، الذي يملك هنالك محلاً لبيع الخضروات.
وقد سبقت مقتل القيادي المظهور، بنحو أسبوع، عملية اغتيال مماثلة طالت عضو مكتب العلاقات العامة التابعة لـ”قسد” خافج محمد الميزر، من بلدة ذيبان في ريف ديرالزور الشرقي. وتم اغتيال الميزر، في سوق ذبيان الرئيسي بأسلحة كاتمة للصوت.
ومنذ طرد “داعش” من ريف ديرالزور، والذي أُعلِنَ عن اكتماله في آذار/مارس، أحصى ناشطون مقتل نحو 450 شخصاً، معظمهم من الموظفين المدنين وقادة وعناصر في “قسد”. القليل من القتلى لا تربطه علاقة واضحة بـ”قسد”.
دفع دية الحاج عصري، هي الأولى من نوعها، لناحية الاعتذار عن قتل شخص لا يتبع أي طرف من أطراف الصراع. ويعتقد مراقبون أن هذا النهج المستجد من تنظيم “داعش”، يشير من ناحية إلى أن التنظيم ما زال يتمتع بموارد مالية تمكنه من دفع هذا المبلغ، كما يشير إلى وجود قيادات ما زالت قادرة على توجيه التنظيم استراتيجياً، باتت تتودد إلى المجتمعات المحلية لاستمالتها بعدما طحنتها وأرهبتها لسنوات.
المصدر: المدن ٢٦ أيار٢٠١٩