شنّت “قوات سوريا الديموقراطية”، مدعومة بطيران “التحالف الدولي” والقوات الخاصة الأميركية، حملة جديدة ضد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” المتوارين في بادية ديرالزور الشمالية، ما أسفر عن مقتل واعتقال العديد منهم، بحسب مراسل “المدن” محمد الخلف.
في بادية فليطح شمالي ديرالزور، قتلت طائرة درونز، الأحد، وبطريقة القنص من الجو، عابد عبدالله النومان الكشاش، واشيع أنه راعي غنم، لكن مصادر محلية أكدت لـ”المدن”، أنه ليس من أبناء البادية بل من بلدة الطيانة، وانه عنصر في “داعش”، ومن أقارب الأمير في التنظيم “أبو محمد الطيانة”. وكانت مهمة الكشاش هي تأمين مأوى مؤقت لعناصر التنظيم المتنقلين في المنطقة الصحراوية، متخذاً من رعي الأغنام، غطاءً له.
قوات “التحالف” كانت قد نفّذت عملية إنزال قبل يومين في بادية الصور الشرقية، وحاصرت منزلاً يتوارى فيه “الشيخ ثابت”، أحد أبرز قياديي “داعش”، وطلبوا منه الاستسلام عبر مكبرات الصوت، لكنه قاوم وقُتِلَ في تبادل لإطلاق النار.
و”الشيخ ثابت” هو فهد صبحي الأحمد، الذي عمل كمسؤول عن حماية آبار النفط في مناطق سيطرة التنظيم في السنوات الماضية، متنقلاً بين البوكمال والموصل. ومع انحسار رقعة سيطرة التنظيم تنقّل الأحمد بين باديتي الحسكة وديرالزور. كما تم اعتقال اثنين من قيادة “داعش” المرتبطين بالأحمد؛ “أبو الورد العراقي” و”أبو مصطفى الشامي”، أثناء شنّهما هجمات ضد “قسد” انطلاقاً من البادية.
مصادر “المدن” أشارت إلى أن “أبو حسان العراقي”، وهو من مواليد مدينة صلاح الدين شمال غربي العراق، يُعدُّ من آخر القادة العراقيين المعروفين في التنظيم، ممن وفدوا إلى سوريا عند انطلاق “داعش” فيها. وجميع مُجايلي “العراقي” قتلوا في المعارك أو تمت تصفيتهم او اعتقلوا.
وتشهد بادية ديرالزور اشتباكات مستمرة بين عناصر “داعش” و”قسد”. وقُتِلَ، الجمعة، عشرات العناصر من “قسد” في انفجار سيارة مفخخة داخل مقر عسكري لهم في بلدة الطيانة بريف ديرالزور، وتبنى “داعش” التفجير. ويعتبر المقر المستهدف واحداً من مقرات عسكرية عديدة تتوزع في ريف ديرالزور، حشدت فيها “قسد” المئات من عناصرها الذين يطلق عليهم لقب “القوات الخاصة”، وذلك للقيام بحملات أمنية متوالية في المنطقة.
وقلّصت العمليات الأمنية الأخيرة مناطق نفوذ التنظيم، وتسببت بانحساره وانسحاب خلاياه النائمة من المناطق المأهولة في أرياف ديرالزور إلى البادية. وتتبع قوات “التحالف الدولي” وسائل تقنية حديثة جداً في ملاحقة عناصر التنظيم، مستفيدة من التحقيقات مع المعتقلين، ومن تعاون السكان المحليين، الذين يسقط الكثيرين منهم ضحايا لعمليات “داعش “أو العمليات المضادة من قبل “قسد” و”التحالف الدولي”.
المدن ١٥ تمز/ يوليو ٢٠١٩