جسر: متابعات:
تزداد حالة التوتر العسكري على ضفتي نهر الفرات، بوتيرة متسارعة، بعد اعلان واشنطن البقاء في ديرالزور لحماية الحقول النفطية، ومنع نظام الأسد من الوصول إليها والاستفادة منها. وهو الأمر الذي شجبته وزارة الدفاع الروسية ووصفته بـ”سرقة” موارد من “حق الحكومة المركزية وحدها التصرف بها”.
وقد أنشأت القوات الأميركية قاعدة جديدة شمالي ديرالزور مزودة بمهبط للحوامات الهجومية، مع معدات الصيانة والتزود بالوقود والذخائر، بحسب مراسل “المدن” عبدالكريم الرجا.
وتقع القاعدة الجديدة في قرية رويشد على بعد 8 كيلومترات غربي مدينة الصور، بالقرب من الطريق الدولي “الخرافي”، الذي يصل ديرالزور بالحسكة. وأقيمت القاعدة في بناء مشفى قديم يدعى مشفى رويشد، سبق وحولته “قوات سوريا الديموقراطية” إلى مركز لتدريب كوادرها باسم “الأكاديمية العسكرية”. وكان التدريب فيه لا يزال جارياً، عندما وضعت القوات الأميركية يدها عليه.
وبدأت اعمال التحصين والتحسين، منذ نحو أسبوع، عندما وصلت بعض الوحدات الأميركية المنسحبة من منبج والرقة إلى القاعدة، بالتزامن مع انشاء مهابط للطائرات. وشوهدت آليات مصفحة أميركية تدخل إلى القاعدة، بالإضافة إلى حركة هبوط واقلاع متكرر منها.
ووفق مصادر “المدن”، فالعمل يجري حالياً، بالتزامن مع انشاء قواعد أخرى بالقرب من حقول الصيجان والملح والازرق النفطية.
كما تتزامن تلك الخطوات، مع قيام “قسد” بانشاء قواعد ومقرات جديدة قرب حقول نفط الملح والصيجان، كما تم البدء بانشاء قاعدة في المنطقة الواقعة بين ريف ديرالزور الشمالي وريف الحسكة الجنوبي، المطلة على بادية الروضة، التي تتخفى في مناطقها الشاسعة وسبخاتها الملحية، أعداد غير معروفة من مقاتلي “داعش”، ولم تتم السيطرة عليها بعد بسبب اتساع مساحتها.
من جهتها، انتهت القوات الروسية، ليل الأحد/الإثنين، من انشاء جسر عسكري فولاذي، يربط بين بلدتي المريعية غربي الفرات ومراط شرقه. ومراط هي واحدة من 6 بلدات يسيطر عليها نظام الأسد والملشيات الايرانية شرقي الفرات، وخرجت فيها مظاهرات في الأسابيع الماضية مطالبة بخروج قوات النظام منها.
ويربط الجسر قوات النظام المتمركزة شرقي الفرات، في مطار ديرالزور، جنوبي بلدة المريعية، كما أنه يقع في الجهة المقابلة لقاعدة رويشد الأميركية.
على صعيد آخر، تواصل القوات الاميركية المدرعة التي تم الإعلان عن ارسالها إلى سوريا، تدفقها عبر معبر سيمالكا الحدودي. ووصلت، صباح الإثنين، الدفعة الخامسة من القوات والاليات، وضمت دبابات ومدرعات، إلى ريف القامشلي قادمة من المالكية، واتخذت طريقها جنوباً إلى ديرالزور.
ووفق مصادر “المدن”، فإن عدد الدبابات القتالية التي سيتم ارسالها لحماية الحقول النفطية شرقي الفرات يبلغ 30 دبابة من طرازات مختلفة، وتم ارسالها من لواء مدرع أميركي يتمركز في الكويت.
وهذه هي أول دبابات أميركية تنقل إلى الأراضي السورية، إذ اقتصرت الآليات الاميركية التي استخدمت في الحرب ضد “داعش” على المصفحات وناقلات الجنود المدرعة والقطع المدفعية الثقيلة.
وترافقت عمليات نقل العتاد الأميركي الأخيرة، مع تحليق غير مسبوق للطيران الاميركي في المنطقة، ليلاً ونهاراً، لحماية الارتال التي تتحرك في المناطق الصحراوية، سواء تلك التي تنتقل من الرقة وحلب، أو التي تعبر من الحدود العراقية. ويتزامن ذلك مع رفع درجة التأهب في حواجز ووحدات “قسد” المنتشرة في المنطقة إلى الدرجة القصوى، تحسباً لهجمات انتقامية قد يشنها تنظيم “داعش” رداً على مقتل زعيمه “أبو بكر البغدادي”.
المدن ٢٨ تشرين أول/ اكتوبر ٢٠١٩