وتألف الوفد من نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جويل رايبورن، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، ووزير الدولة السعودية لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، برفقة المستشار في وزارة الخارجية الاميركية ويليام روباك.
وقال أحد الذين شاركوا بالاجتماع الموسع لـ”المدن”، إن اللقاء تركز على تقديم كل ما يلزم اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً وسياسياً، لضمان عدم عودة “داعش” إلى المنطقة، وإعادة اعمارها، ودعم المجتمع المحلي فيها.
ولوحظ غياب المسؤولين الأكراد عن هذا الاجتماع رفيع المستوى. ووفقاً لما قاله بعض الحضور، لـ”المدن”، يبدو أن القيادة الكردية لم تكن على علم مسبق بالاجتماع. فقد حضر نائب الوزير الاميركي والسفير السعودي بطائرة عسكرية أميركية حطت في قاعدة العمر. وتجاهل إعلام “قوات سوريا الديموقراطية” الرسمي الزيارة، ولم يذكر عنها شيئاً حتى الآن.
ويعتبر جويل رايبورن، من صقور الإدارة الاميركية المناوئين لإيران، وشغل منصباً في “مجلس الأمن القومي” كمتخصص بإيران والعراق وسوريا ولبنان، كما عمل قبل ذلك ضابط استخبارات في العراق. ويعد الوزير السبهان، أحد اشد خصوم ايران في السعودية، وشغل منصب سفيرها في العراق قبل أن يغادر منصبه تحت الضغط الايراني والقوى المسلحة في العراق، بعدما هدد “الحشد الشعبي” باغتياله، وهو أيضاً ضابط سابق في الجيش السعودي.
وتشير هذه المعطيات، إضافة إلى التوتر الكبير بين الولايات المتحدة وايران، إلى أن هدف هذه الزيارة هي تمتين موقف المكون العربي في الجزيرة إزاء التواجد والنفوذ الايراني في سوريا. إذ تخضع المناطق الواقعة على الضفة الأخرى لنهر الفرات، والمعروفة حالياً بغرب الفرات، لسيطرة مليشيات الحرس الثوري ومليشيات عراقة وافغانية أخرى تابعة لإيران. وتنقسم العشائر العربية، التي تم الاجتماع بها، بين هاتين الضفتين، وتشاطر الاميركيين والسعوديين العداء لإيران التي تتهمها بدعم نظام الأسد، وارتكاب المجازر بحق أبنائها، ومحاولة “تشييع” المنطقة.
وتشهد منطقة شرق الفرات حركة نشطة للوفود الغربية في الآونة الأخيرة، إذا مازال هناك وفد فرنسي رفيع المستوى، برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في “المجلس الوطني الفرنسي” ماربيل دو سارنيز، وهو يتجول بين مختلف مناطق شرق الفرات منذ مطلع حزيران/يونيو، ويعقد اجتماعات مع مختلف الفعاليات والقوى المحلية.