جسر: متابعات:
وجه رأس النظام السوري، والأمين العام لحزب البعث، بشار الأسد، رسالة إلى كوادر حزبه، بمناسبة بدء ما دعوه ” الاستئناس المتعلق باختيار ممثليهم للترشح لمجلس الشعب بدورته القادمة”.
وقال رأس النظام في رسالته، إن مسيرة الحزب لم تخل من اخطاء “التي يقع فيها الكثير من الأحزاب، والتي أدت لتراجع دور الحزب في بعض المراحل، والإساءة إلى صورته في مراحل أخرى، كما أدت إلى عزوف البعض عن الانخراط في تحمل المسؤوليات الوطنية والحزبية وخسارة العديد من الكوادر الكفؤة التي رأت في تلك الأخطاء ابتعاداً عن أخلاقيات حزبنا وقيمه، وربما انحرافاً عن أهدافه”.
وطلب منهم اعتماد ما وصفها بالخيارات الصحيحة “التي تؤدي إلى النتائج المرجوة، فاختاروا الأصلح والأنسب ولا يكونَّن في حسبان أي أحد أي اعتبارات غير الاعتبارات الوطنية.. اختاروا بعيداً عن أي ولاءات ضيقة، واعتبارات غير موضوعية، وعصبيات لا تنتمي لعقيدة الحزب الوطنية والقومية”.
يذكر أن نظام الأسد، ومنذ استيلاءه على حكم البلاد مطلع السبعينيات، يقوم بتعيين أعضاء مجلس الشعب بنفسه، على الرغم من اجراء انتخابات شكلية، اذ يقوم بتحديد قائمة تسمى قائمة الجبهة الوطنية، (أصبحت تسمى قائمة الوحدة الوطنية منذ 2011) تضم بعثيين وعدد من مرشحي أحزاب حلفائه فيما يسمى بالجبهة الوطنية التقدمية، وتفوز هذه القائمة بشكل دائم، فيما يترك هامش ضيق لا يتعدى العشرة في المئة للانتخابات، ويفوز بها غالباً شيوخ عشائر أو تجار يدورون في فلك النظام، وإن حدث وفاز شخص غير مرض عنه امنياً يتم تزوير الارقام بشكل فاضح وعلني.
أما ما يسمى بتجربة الاستئناس اليوم، فهي عملية اطلقها النظام مؤخراً، ويبدو فيها كمن تخلى عن تعيين الأعضاء من حزب البعث، حسب “ثقة القيادة”، وترك الامر لمشاورات داخل الجسد الحزبي، عبر مؤتمرات موسعة، للمرة الأولى في تاريخه.
وتبدو هذه العملية مجرد إجراء شكلي للتعبير عن تغيير ما في طريقة تفكير النظام، إذ أن رئيس مجلس الشعب حموده الصباغ شدد في تعليق له على هذه المؤتمرات “على ضرورة انتقاء الرفاق المرشحين وفقا لرؤية القائد بشار الأسد”، في اشارة واضحة إلى أن معيار الانتقاء سيبقى الولاء للنظام وليس الكفاءة، وعدم إمكانية السماح بظهور أي شخص يختلف عن رؤية النظام أو سلوكه، إلى المجلس المزعوم.