وجهت شخصيات وطنية رسالة خاصة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تعبر عن رفض الشعب السوري قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان السوريK وتطالب الأمين العام بالدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس الامن لمناقشة الانتهاك الأمريكي والإسرائيلي للقانون الدوليK باعلان سيادة تل أبيب على أرض سورية خالصة لا جدال فيها،وتكريس اغتصاب حقوق مئات آلاف السوريين من سكان الجولان، وانتهاك الحقوق الجماعية الثابتة للشعب السوري بأكمله.
“السيد أنطونيو غويتيرس الأمين العام للأمم المتحدة تحية احترام وتقدير، لقد كان لإعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاعتراف بضم الجولان الى اسرائيل وقع الصاعقة على الشعب السوري، الذي يعيش منذ ثمانية سنوات ونيف، مأساة انسانيه قل مثيلها في التاريخ الحديث. فهو يشكل سابقة خطيرة يمنح فيها رئيس دولة كبرى، كان من المفترض أن تكون الضامنة لحكم القانون الدولي، جزء من أراضي دولة، هي عضو مؤسس في منظمة الامم المتحدة، لدولة أخرى، بذريعة حماية أمن اسرائيل، الدولة المحتلة، من دون أي اعتبار لحقوق السوريين”.
“السيد الأمين العام، يتعارض هذا الإعلان، أحادي الجانب، بشكل كامل مع مبدأ السيادة الذي يقوم عليه السلام والأمن الدوليين، كما يضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الامن التي تقر بأجمعها وحدة الأراضي السورية وسيادة الشعب السوري على أرضه، وقرارات الأمم المتحدة التي تؤكد على وضع الجولان كأرض سورية محتلة، كقرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، وقرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، بالإضافة الى كافة القرارات التي اتخذها مجلس الأمن المتعلقة بالقضية السورية في السنين الثمانية الماضية، والتي تؤكد جميعاً على وحدة سورية وضمان سيادة الدولة على أراضيها، وآخرها القرار 2254”.
“وهذا ما يتطابق أيضاً مع اتفاقية لاهاي لسنة ١٩٠٧ وخاصةً المادة 46، ومعاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 المتعلقة بالأراضي المحتلة، والتي تؤكد المبدأ الثابت لميثاق الأمم المتحدة برفض الحاق أراضي الغير بالقوة. وإذ يحيي الموقعون على هذه الرسالة تصريح الناطق باسم الأمين للأمم المتحدة التزام المنظمة الاممية بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة، التي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل “إسرائيل” هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي، يدعون الأمين العام إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس الأمن لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لإبطال القرار الأمريكي الذي يهدد السلام والأمن الدوليين، والتأكيد على المبدأ الاساسي في الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها على أراضيها وحتمية خروج جميع قوات الاحتلال الاجنبي منها، وفي مقدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، المستمر منذ عام 1967، وعودة جميع اللاجئين والنازحين إلى مدنهم وقراهم”.
“أخيراً يتعارض إصرار الإدارة الامريكية على مثل هذه الخطوة مع جميع الأهداف التي تعلنها واشنطن لوجودها العسكري والسياسي في المنطقة. وهو يشكل هدية مجانية للسياسة التوسعية الإيرانية وللمنظمات المتطرفة والارهابية ويسيء إلى صدقية السياسة الامريكية ذاتها. وان الشعب السوري الذي يعيش محنة الحروب المتعددة التي فرضت عليه، الإقليمية والدولية وحرب الإرهاب الدولي، يتمسك بحقه في تحرير أراضيه المحتلة بكل الوسائل المشروعة، وهو يتطلع إلى أن تلعب الأمم المتحدة، في ظل قيادتكم الحكيمة، الدور الأكبر الذي لا يمكن تعويضه في صيانة حقوق السوريين، الفردية والوطنية، وتعبيد الطريق من أجل انتقال ديمقراطي ينهي مرحلة النزاع الداخلي والخارجي المرير على الأرض السورية، ويضع حداً للممارسات الشاذة وغير القانونية، ويفتح أمام السوريين باب السلام، ويعزز أملهم في مستقبل أفضل”.
تقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير، ريم البزم، هند قبوات، أيمن أصفري، رياض حجاب، معاذ الخطيب ،الشيخ راجح كريم، الأب سبيريدون طنوس، بشير زين العابدين، راتب شعبو، اللواء محمد حسين الحاج، علي العميد أحمد رحال، العميد اسماعيل الهفل، سعاد خبية، مناف محمود السيد، جمال سليمان، عيسى إبراهيم، ميشيل كيلو، ناصر سابا، زكي لبابيدي، عبد الباسط سيدا، برهان غليون.