جسر – متابعات
أثار رسم كاريكاتيري قديم، أعاد الفنان “علي فرزات” نشره من جديد، موجة انتقادات واسعة، حيث أشار الرسم إلى عضو الهيئة السياسية في “الإئتلاف” السوري المعارض، ربى حبوش، حيث اعتمد فرزات على فكرة نقد الأداء السياسي للإئتلاف من باب انتقاد الأجساد والإشارة إليها بكلمات أثارت حفيظة شريحة واسعة من السوريين.
ورأى عدد من الناشطين والناشطات على مواقع التواصل، أنّ في الرسم إساءة للمرأة وجسدها، وهو ما يخالف ما يناضل من أجله السوريين في إعادة المرأة إلى مكانتها في المجتمع.
الناشط السوري حسين غرير، اعتبر أن استخدام جسد المرأة لتوجيه أي انتقاد أوسخرية، أو التعبير عن سوء مؤسسة معارضة مثل “الإئتلاف” هو إهانة لجميع النساء، ويعمل على تخويف النساء الأخريات من العمل في أي مكان، فبالنسبة للنساء وفق ما كتب فإن مجرد وجودهن في العمل يستبيح أجسادهن لتستخدم كوسيلة للنقد وخوض المعارك، وهذا ما يسعى إليه البعض حسب غرير، وهو إخراج المرأة من الحيز العام وتحجيم مشاركتها.
وفي ذات السياق، قالت الناشطة “شهرزاد الكواكبي”، إنّ ما قام به علي فرزات عمل ذكوري وغير أخلاقي، وأعربت عن صدمتها بما قام به، خاصة بعد أن أرسل لها رسالة شخصية مسيئة لها، بسبب انتقادها له من خلال تعليق كتبته على إحدى صفحات أصدقائها على “فيسبوك”.
وطالبت الكواكبي عائلة “فرزات” بالاعتذار عما بدر منه قائلة على صفحتها الشخصية على “فيسبوك”،”اليوم المفروض كل عائلة علي فرزات تطلع تعتذر من الناس عن تصرفاته و عن مقاطعتهم اله، حتى يبقى اسم عائلتهم شي بيفتخروا فيه وخاصة الفنان أسعد فرزات”.
واعتبرت الباحثة والسياسية، ريم تركماني، استخدام فرزات لأجساد النساء كوسيلة لـ “الهجاء السياسي”، انحدار إلى قاع جديد، خاصة مع تسمية الشخص المستهدف، مضيفة أن ما يقوم به فرزات هو “أحد أشكال العنف ضد المرأة، التي تستهدف إبعادها عن الفضاء العام وتحقير دورها”، مطالبة بمواقف علنية وصريحة، لما وصفته بالتوغل في الانحطاط الذي تدفع ثمنه النساء والمجتمع الذي يُحرم من دور المرأة في تقدمه.
وفي المجمل، اعتبرت الآراء التي رصدت على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ ما قام به فرزات خطأ كبير، محذرين من الانجرار لما تريده حكومة النظام.
حيث نشرت الناشطة السياسية سميرة مبيض، على صفحتها الشخصية، “أحترم أعمال وسيرورة علي فرزات ورسوماته مصدر لا يُستهان به لذاكرتنا السورية الجمعية منذ الصغر، وشخصيا توقفت منذ فترة عن متابعة صفحته لرغبتي بالاحتفاظ بصورة نقية عن أعماله والتي يجتاحها اليوم غضب محق لكن التعبير عنه يخرج عن ما أراه مسارا سليما، أتمنى أن يلغي الكاريكاتير الجارح إنسانيا بحق إحدى عضوات الإئتلاف، لنحتفظ بما نفتخر به ولا نسمح لا للنظام ولا للإئتلاف بجرنا لمستنقعاتهم الآسنة بعيدا عن مبادىء دفعتنا لحمل راية الكرامة ..فلا شيء يستحق أن نفقدها”.
وفي ردّه على “مبيض” قال فرزات، إنّ “ما كتبته على صفحتي أكثر نقاء من المعارضة بكل أشكالها بما فيها أنت، ولعلمك إن ما أتناوله من النقد حول معارضتكم المؤجرة لهو يرفع من قيمتها..وأكبر دليل أن انسحابك من صفحتي لم يدر به سوى أنت وكم من بضعة..أما حين أكتب إليك فإنما أزيدك معرفة وقيمة لدى من يقرأ ما كتبته عنك”.
صفحات التواصل الاجتماعي، ضجت بوسم حمل اسم “متضامن مع ربا حبوش” وهي الإعلامية السابقة في تلفزيون النظام والتي انشقت عنه في عام 2012 مع أخيها، وشاركت في الحراك السلمي للثورة، ثم انضمت للإئتلاف السوري المعارض في عام 2016.